دولة عمر الرزّاز....لو سمحت
سارة محمد ملحس
جو 24 :
أكاتبكَ اليوم لأن المواطنة الحقّ ليست بصفةٍ إن أضافت لنا ارتضينا بها وإن أحسسنا بواجب الإضافة لها خلعناها عنا. وبذلك ولذلك أقول لك ان الحتمية التطورية للموقف والتي أوصلت كلاً من المواطن ودولتك إلى الدوّار الرابع تفرض عليك أمراً أساسياً طارئاً ألا وهو ((عبء الاثبات)).
دولتك،، إنّ قربك (الجميل جداً) من المواطن مهم ومُنتظَر في هكذا ظروف؛ ولكنّ غياب المعيار الكمّي للمخرجات الحكومية في أيّامها المئة الأولى لن يكون في صالحك ولا في صالح الوطن بالتأكيد. فال ٦٥٪ التي خرجت بها الحكومة كنسبة إنجاز لن تثبتَ شيء ، لأنّ باروميتر الإنجاز أو مجسّه الأهم في هذا التوقيت بالذات هو ببساطة ذلك المواطن التعبان جداً ومدى تأثير نِسَبِكُم المئوية عليه بشكلٍ مباشر.
نعي وندرك أنّ لكل هدفٍ مقدّمات ضرورية، وأنّك لا تملك عصا سحرية إلاّ أنّك أيضاً وبكل صراحة لا تملك رفاهية الوقتِ في تحضير الأدوات ورسم النهج ووضع الاستراتيجيات. فأنت المسؤول والمحاسَب أمام الأردنيين بشكل مباشر عن ((استمرار)) صعوبة حياتهم وشعور الغبن الذي يلازمهم.
ولذلك فإن الوعود بالعمل على جلب الفاسدين، والكشف عن معادلة احتساب مشتقات النفط العويصة، ومشروعِ ضريبةِ دخلٍ ينال من المتهربين وغيرها من خطوات وإن أصابت؛ وكانت في الاتجاه الصحيح، إِلَّا أنّها لم تسمن المواطن الأردني ولم تغنيه عن جوع إلى حدِّ هذه اللحظة.
وببساطة الفكرة -حتى وإن تعقّدَ التنفيذ-،، إن معالجة ملفٍّ (واحدٍ) من الملفات الحسّاسة، المذكورة وغيرها، كفيلٌ بتعظيم الرأي العام المؤيد للحكومة ليس لمئة يوم وإنّما لمئة عامٍ قادمة،، وإن كنّا نعلمُ أنَّك لا تبحث عن هذا التعظيم بقدر بحثك عن الإنجاز.
مطالبٌ دكتور أنتَ بخطواتٍ لا اعتياديةٍ واسعةٍ سريعة فاعلة ((مباشرة)) إيجابيّة على جيب المواطن وحياته اليومية. فالمشهد الوطني دفع قسراً بالعقل الجمعي الأردني لاجتراح صورة مقاتل صفٍّ أوّل فيك، فارتضاك لنظافة سرّك وسريرتك أن تعمل على (تنظيف) الوطن من الشقوق الكثيرة المتوالدة فيه ... أمّا أنتَ فيقعُ عليك عبء إثبات تلك الصورة....