إجراء الانتخابات في أجواء صحية واجب المعارضة أيضاً
أما وقد أضحت الانتخابات النيابية واقعا ملموسا ظاهرا للعيان ..وقد ترشح للانتخابات من ترشح وعزف من عزف واستنكف من استنكف , فإن المهم أولا وقبل كل شيء إجراء العملية الانتخابية بكل يسر وسلاسة وهدوء وبمنأى عن كل أشكال التدخل كي تكون شفافة ونزيهة ونتائجها كما أرادها الناخبون والناخبات من أبناء شعبنا الذين عليهم من اليوم تحمل مسؤولية اختيارهم .
نعم عليهم مسؤولية اختيارهم لمرشحين تدل على كفاءتهم وتأهيلهم برامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعلنة .. وليس انتماؤهم العشائري أو الجهوي أو الاقليمي أوالمذهبي أو مدى ثرائهم ونفوذهم السياسي أو الاجتماعي أو الديني ..أو القرابة والمصاهرة والحسب والنسب .
نعم إن على أبناء شعبنا تحمل مسؤولية اختيارهم لمجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهامه على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وقادرعلى تلمس معاناة وهموم أبناء شعبه من مختلف طبقات وشرائح المجتمع .. يكون قادرا على استئصال أسباب أزمتنا الاقتصادية المستفحلة والحد من تزايد جيش البطالة وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لا سيما قطاعي التعليم والصحة..ووضع حد لسطوة المال السياسي ..وقادرا على وضع البرامج الناجعة للتنمية الشاملة مع التركيز على تنمية المحافظات ..ورسم سياسات داخلية وخارجية تتمثل بالتواصل مع المواطنين , والانفتاح المدروس على الجهات الاقليمية والدولية وبما يخدم المصالح الوطنية والقومية .
وإن على القوى المشاركة في الانتخابات والمقاطعة لها سواء بسواء التزام أصول وقواعد الديمقراطية التي تتطلب احترام هذا التوجه نحواختيار سلطة تشريعية تتمتع بالحد المعقول والمقبول على صعيد الحرص على إنجاح التحول الديمقراطي وإطلاق الحريات العامة وبخاصة حرية الصحافة والاعلام بجميع وسائله.
واستكمال الاصلاحات الدستورية من خلال حكومة « برلمانية» كما يراهن على تحقيق ذلك التيار المشارك في العملية الانتخابية.. إن مقاطعة الانتخابات حق مشروع للاحزاب والفعاليات الاجتماعية وللحراكات الشعبية والشبابية .
ولكن على هذه القوى الحرص على عدم تعكير أجواء العملية الانتخابية ,وعدم التحريض وإثارة الشغب أو التشكيك بإمكان نجاح الانتخابات أو شيطنة المرشحين أو التشكيك بكفاءتهم وقدراتهم أوبولائهم وانتمائهم لشعبهم ولامتهم ..لا سيما المرشحين الذين لم يتقلدوا مناصب رفيعة في القطاع العام .
إن الأمن والاستقرار هما ميزة الاردن عن سائر أقطار المنطقة , وينبغي الحرص عليهما تحت كل الظروف ..فلا يجوز ممارسة سياسات أو أعمال تخل بهذه الميزة لجهة إشاعة الفوضى الاضظرابات .. فليس من مصلحة تيار المعارضة الذي يقاطع الانتخابات ولا من مصلحة تيار الموالاة زعزعة الأمن والاستقرار الذين من واجب الجميع الحفاظ عليهما ولو بالنواجذ ..
إن من حق أبناء شعبنا الذين اختاروا المشاركة في العملية الانتخابية وقد بلغ عدد الناخبين والناخبات وفق الجداول النهائية مليونين و272ألفا و112 ناخبا وناخبة ممارسة هذا الحق وسط أجواء ملائمة لا تعكرها ممارسات عشوائية غير مسؤولة من أي جهة كائنة من تكون ..حتى لو كانت تراهن على فشل الانتخابات أو فشل ما يترتب عليها من نتائج.
كما أنه لا يجوز التشكيك بنوايا تيار المعارضة الذي يقاطع الانتخابات مالم تبدو منه ممارسات خاطئة ومقصودة قد تنال من الاجواء الصحية المطلوبة للعملية الانتخابية ..المهم أن التصادم بين تياري المعارضة الموالاة خطير جدا ويهدد أمن ومصالح البلاد والعباد وينبغي على الجميع تجنبه ..فالتغني بحب الوطن يجب أن يترجم عمليا بمنتهى الصراحة والوضوح حتى يكتسب صدقيته وأهميته وقيمته الحقيقية .
(الراي )