jo24_banner
jo24_banner

لقاءات ترامب والقادة العرب في الميزان

سلامة العكور
جو 24 :
هذا الاسبوع يحفل بلقاءات الرئيس الامريكي " ترامب " مع ثلاثة قادة عرب هم الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ..

وقد يلتقيهم فرادى أو في قمة رباعية تجمعه مع القادة الثلاثة .. وهذه فرصة عربية في غاية الأهمية ..لاسيما وأنهم سيحملون الى واشنطن أهم وأبرز قرارات قمة عمان العربية التي لها مكان على أجندة الادارة الامريكية في عهد ترامب على صعيد المنطقة ..فالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ياتي على سلم أولويات الرئيس ترامب كما صرح نفسه غير مرة كان فيها منحازا بالمطلق لاسرائيل ..حيث وعد بنقل السفارة الامريكية الى القدس ..وتعهد بانهاء هذا الصراع وفق سيناريو يجسد أطماع اليمين الاسرائيلي المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو ..فهو مثلا يرى أن تطبيع علاقات اسرائيل مع جميع الدول العربية واقامة علاقات تجارية واقتصادية وسياحية ودبلوماسية ولربما ثقافية معها يجب ان تكون الخطوة الاولى ولها الأولوية قبل التفاوض حول بنود مبادرة السلام العربية التي تتضمن اقامة دولة فلسطينية على الارض التي احتلتها اسرائيل في عدوان " 5 حزيران 1967" ..
أما حق العودة الذي يحظى بشرعية دولية فلا يحظى باهتمام ترامب ..

وحتى الاستيطان الاسرائيلي في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية والذي كان ولا زال سببا رئيسيا في تجميد المفاوضات حتى اليوم لا يحظى باهتمام الرئيس الامريكي وليس على اجندته في التعاطي مع الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ..ورغم ذلك فانه قد تعهد ويتعهد بانهاء هذا الصراع المزمن ..من هنا يمكن القول ان القادة العرب الثلاثة يستطيعون اذا ما حزموا أمرهم ووحدوا موقفهم ان يضعوا الرئيس ترامب امام حقائق هذا الصراع وأسباب استمراره حتى اليوم ..لاسيما وأن هذا الصراع يعد سببا رئيسيا في غياب الامن والاستقرار وفي الأزمات الناشبة في المنطقة ..واذا ما نجح القادة العرب الثلاثة أو احدهم في اقناع الرئيس ترامب بضرورة اعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها اقامة دولته المستقلة وذات السيادة على أرض وطنه وعاصمتها القدس الشريف ، فانهم يكونوا قد اجترحوا معجزة وحققوا ما عليهم تحقيقه .. اما اذا ما اقنعهم الرئيس ترامب وقبلوا برؤيته التي هي رؤية اسرائيل لحل الصراع مع الفلسطينين ، فانه لأمر جلل ..

وهنا تبدأ رحلة تصفية القضية الفلسطينية والتفريط بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..مما يقتضي وقفة عربية وفلسطينية موحدة لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية ..

واذا كان من الصعب التوصل الى موقف عربي موحد ، فان على الفلسطينين وضع حد لانقسامهم والمباشرة بتحقيق وحدتهم الوطنية ومواصلة نضالهم على أساس برنامج وطني حافل بجميع اشكال النضال ..

مهمة رئيسية اخرى على القادة العرب الثلاثة في واشنطن بحثها مع الرئيس " ترامب " ، وهي محاربة الارهاب كأولوية لجميع دول المعمورة .. وذلك لوضع حد لتمدد التنظيمات الارهابية والقضاء عليها قضاءا مبرما قبل انتشارها وتفاقم اخطارها ..

أما المهمة الثالثة أمام القادة الثلاثة فهي الحرص على اقناع الرئيس ترامب بزيادة المساعدات المالية لبلدانهم ..وذلك لتمكينها من الانتصار على التنظيمات الارهابية وبخاصة تنظيم " داعش " وجبهة النصرة ..

وكذلك لتمكين الأردن ولبنان والعراق وجميع دول الجوار السوري التي احتضنت اللاجئين السوريين وقدمت لهم الخدمات مثل المأوى وفي مجال الصحة والتعليم الى غير ذلك من معالجة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والامنية ..

نتمنى ان ينجح القادة العرب الثلاثة في تحقيق ما يمكن ان يحقن الدم العربي في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان وفي جميع أرجاء المنطقة .. وينجحوا في تحقيق ارهاصات السلام الشامل والعادل الذي ينهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ويضمنوا عدم قيام الادارة الامريكية في عهد ترامب بأي دور لجهة تجزئة وتقسيم دول عربية محورية على أسس مذهبية وطائفية وعرقية وسياسية ..نتمنى للقادة العرب في واشنطن النجاح في تحقيق مهماتهم وسيأتينا بالأخبار من لم نزود ..
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير