إضراب الأسرى الفلسطينيين يفضح التخاذل العربي المخزي
سلامة العكور
جو 24 :
عندما يعلن "1580"أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال إضرابهم عن الطعام والدواء حتى الشهادة فإن لذلك أكثر من معنى ..
إنهم يجددون مقاومتهم الباسلة وتحديهم الشجاع لحكومة نتنياهو العنصرية ..وإنهم وقد يئسوا من إمكانية تحريرهم بالمفاوضات العدمية التي استمرت لعقود دون جدوى ودون التوصل إلى أي إنجاز في صالحهم أوفي صالح القضية الفلسطينية ،فإنهم ينتفضون في مواجهة ظلم الاحتلال وطغيانه وجبروته ..مؤكدين على ثبات موقفهم في الصمود ومقاومة الاحتلال حتى استعادة جميع الحقوق الوطنية لشعبهم الصامد ..وإنهم وقد لاحظوا أن القضية الفلسطينية لم تعد لها أولوية على أجندة الحكام العرب ..ولم تعد القضية المركزية من منظورهم المتراجع والمتراخي بل والمهين والمستعد لإعلان "التطبيع"مع العدوالاسرائيلي إذعانا لإرادة الرئيس ترامب رغم ما يمارسه العدو الاسرائيلي من أساليب القهر والتنكيل والقتل الممنهج في صفوف الفلسطينيين ..والذي يواصل سياسة التوسع الاستيطاني في القدس وفي الضفة الغربية وتدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية ..متحديا قرارات الشرعية الدولية ومستخفا جدا بالموقف العربي المتآكل والواهن على يد الحكام العرب المنشغلين في حروبهم وصراعاتهم البينية التي ألحقت بالأمة الدمار والهوان والويلات والكوارث ..
ان هؤلاء الابطال الذين اعتقلوا بسبب مقاومتهم للاحتلال ويذوقون المر في سجونه. فان دعمهم ومساندتهم ومناصرتهم واجب مقدس وضرورة وطنية وقومية وانسانية على كل فلسطيني وعربي ان ينهض بها ويعمل بروح المسئولية الفردية والجماعية لتحريرهم .. فقضيتهم هي القضية الفلسطينية قضية الامة العربية بجميع شعوبها من المحيط الى الخليج .. وهي قضية القضايا بالنسبة لشرفاء الأمة ومناضليها البواسل ..
ان الرئيس الامريكي ترامب يعد بالتنسيق مع حكومة نتنياهو مشروعا جديدا لتصفية القضية الفلسطينية .. وان بعض الدول العربية متجاوبة او قد تتجاوب مع هذا المشروع الخبيث .. وها هو الشعب الفلسطيني بجميع فعالياته السياسية والحزبية والنقابية والمهنية والثقافية والاجتماعية يعلن الاضراب العام في جميع ارجاء الضفة الغربية وقطاع غزة مؤكدا انتصارهم للاسرى الذين يتعرضون لأبشع انواع واشكال التعذيب الجسدي والنفسي حتى الموت .. وها هي اصوات الصهاينة المجرمين تطالب باعدامهم او تعذيبهم واهمالهم حتى الموت ..
والشعب الفلسطيني باضرابه العام يبعث برسائل الى الشعوب العربية والاسلامية والى قوى التحرر في العالم مطالبا بالتضامن مع نضال الأسرى ومع نضال الشعب الفلسطيني .. ومطالبا بفضح تواطؤ واشنطن وحلفائها في حلف الناتو مع العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد دول الجوار الفلسطيني..
إن اضراب الاسرى عن الطعام والدواء شكل من اشكال النضال المتواصل في صفوف طلائع الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال الاسرائيلي العنصري الفاشي وهو تعزيز لروح الانتفاضة المتصاعدة في جميع الاراضي المحتلة.. والاسرى يهيبون بفصائل المقاومة وضع نهاية لانقساماتهم والعمل على تحقيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني ووحدة الموقف الفلسطيني على اساس برنامج وطني شامل يعتمد دعم الانتفاضة ودعم الصمود ومقاومة الاحتلال حتى استعادة جميع الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني البطل ويعتمد قبل كل شيء التصدي لمشروع ترامب الصهيوني ..
ان اضراب الحرية والكرامة الذي يجسده الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي انما يؤكد أن القضية الفلسطينية مهما تكالب عليها اعداء الامة من أعداء ومن استعماريين وصهاينة واتباعهم بالمنطقة ستبقى حية وعلى راس اجندة جميع فصائل المقاومة والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية الفلسطينية ولها الاولوية على صعيد النضال القومي االعروبي وعلى صعيد نضال قوى التحرر في العالم ..