دولة ابوهشيم
ينظر ابو مرزوق في المرآه... طولٌ فارع ، وجه كوجه الذئب، شوارب منتصبة كبندقية "ميم سطعش" ، عيون تبرق، تكشيرة متعوب عليها ...تذل من يعاديها، هيبة مسؤول ....!!
"ها ...أيووه.. هيبة وزير والله ..
هكذا كان يحدث نفسه بصوت مسموع لمن يجاوره، حتى حفظ كل ابنائه وجيرانه واحباب جيرانه أوصافه التي يحب ان يطلقها على نفسه.
أما أم مرزوق فقد كانت تتنهد عند سماعها لنفس الاسطوانه كل يوم وتشعر بشفقه على زوجها الذي لم يتمّ حتى "التوجيهي الزراعي" بنجاح وتخاف عليه من حلمه الذي لا ينتهي بأن يصبح مسؤولا في الحكومة.
تقف خلفه تماما ليظهر طرف ظلها في المرآه :
"يا ابو مرزوق ، شو مفهمك بالوزارت انت ، خليك بتجارة الاراضي.. والغنم والمخترة.. فتتشوش لوحة ابو مرزوق الفنية متأففا بوجهها:
"مخترة .....والله وحياتك ما يرد راسي غير وزارة ، دولة "ابو هشيم" تاجر اراضي مُر يحفظ الوعد، آخر بيعة ربّحته فيها ملايين.. والمثل يقول "اكل الرجال على الرجال دين".
يرن جرس "تلفون النوكيا".. يتمطى ابو مرزوق من فراشه عدة مرات غير مباليا بالرنات المتكررة، يصمت الرنين للحظة، فيتلفع ابو مرزوق بلحافه.
لكن الهاتف يستعيد عافيته مرة أخرى منذرا بان الأمر جلل.
يلتقط السماعة ، ينظر الى الشاشة ، يبدو الرقم غريبا : 072222222
- هلو ....، يحشرج ابو مرزوق نصف مستيقظ.
- الو.... حضرتك استاز أبو مرزوء . آسفين على الإزعاج .....
يهمس الصوت الآخر نديا ناعما ...
يتلعثم ابو مرزوق عندها ... وتضيع الكلمات من رأسه لسماعه صوت الفتاة.
- انا....هوا..اايووه .....مين معي.
- احنا الرئاسة....دولته بده يحكي معك، بليز لحظة ..
يستند من مجلسه ..تزداد دقات قلبه خفقانا .. معقولة زبطت ! يردد في جوفه
- صباح الخير مختار ، ابو هشيم يحكي معك ...
- أبو هشيم ، دولتك شخصيا ....هلا وغلا.......يجعله صبّار بركه عليك...
- كيف الاراضي معك ؟
- تمام سيدي ، بدنا رضاكو ....
- ابو مرزوق ، حبيبي ... دمجت وزارتين بوزارة وحده و سميتها " وزارة الاراضي والمراعي" وزي ماوعدتك شاغرك محجوز، في عندك مشكلة تمسك هاي الحقيبة ....
- حقيبة ... اي بمسك مدرسة بحالها ،،، يعني وزير ،، ابدا ، اكيد ، يخلف عليك، بس ،...الو ... دولتك.
- طيب، طيب بعدين ، اليوم "القسم" الساعة وحدة .....بنشوفك، سلام معاليك ...
رمى السماعة جانبا ،
لم يصدق ماسمعه ، اقترب من المرآه مجددا وهتف بزهو: معاليك، طول فارع ...وزير و واراضي و مراعي ،،،، يا همللالي .