حل سياسي وشيك للأزمة السورية
من حسن طالع الشعب السوري وشعوب الجوار العربية ان ثمة بارقة امل لوقف الحرب الاهلية المدمرة في سوريا راحت تلوح في افق المنطقة .
ففي تطور دراماتيكي مهم اعلنت مصر والسعودية انهما تدعمان حلا سلميا للازمة السورية .. ولما للدولتين من دور مؤثر وفاعل في المنطقة ، فقد تسهمان بصورة مباشرة في حقن المزيد من دماء ابناء الشعب السوري .. لا سيما وقد سقط في هذه الحرب الهوجاء ما يزيد عن «60» الف مواطن ومواطنة من خيرة شباب سوريا وحرائرها واطفالها وشيبها .. وتشرد خلال العامين الماضيين على نشوب الازمة السورية اكثر من نصف مليون سوري لجأوا الى دول الجوار ذاقوا الامرين .
وهنا نأمل في ان تستجيب الاطراف المشاركة في هذه الحرب المدمرة الى نداء العقل والحكمة ، وتلبي دعوات الدول العربية الداعمة للحل السياسي السلمي وفي طليعتها مصر والعربية السعودية والاردن الذي نادى منذ بداية الازمة بالحل السلمي ورفض الانخراط في هذه الحرب واستقبل اكثر من ربع مليون لاجئ سوري لاسباب انسانية رغم ما يعنيه ذلك من تحمل عبء كبير على كاهله..
ان وقف هذه الحرب وحقن دماء ابناء سوريا واعادة الامن والامان والاستقرار الى ربوعها والحفاظ على وحدةشعبهاووحدة ترابها الوطني سيكون بمثابة الانجاز التاريخي الذي يترتب عليه ويليه مرحلة انتقالية يسود في اجوائها الحوار الهادئ والبناء وصولا الى توافق وطني من جميع الوان الطيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي حول برنامج اصلاحات شاملة ..
ولتقرر صناديق الاقتراع بعد ذلك نوعية نظام الحكم وأربابه..إن وقف الحرب في سوريا وفتح أبواب الحوار بين أبنائها إنما يعني إعادة القرار في صنع واقعها الراهن ومستقبلها إلى أيدي أبنائها ، ويعني وضع حد للتدخل الاجنبي وغيره ..
كما يعني رحيل القوات الاجنبية المعسكرة على الحدود الشمالية والجنوبية لسوريا .. وتفادي نشوب حرب ولربما حروب جديدة لا تبقي ولا تذر بالمنطقة .
فاسرائيل وحليفاتها كانت على أهبة الاستعداد للتدخل غي الشأن السوري وفي الشأن العربي والاسلامي لاضعاف أمتنا وزعزعة استقرارنا وصولا الى تحقيق أطماعها التوسعية على حساب الاراضي والثروات والمياه العربية ...
بطبيعة الحال ، ان تفاؤلنا باقتراب حل سياسي - سلمي للأزمة السورية ناجم عن تحركات ولقاءات تشهدها عواصم عربية ودولية مثل القاهرة والرياض وعمان وموسكو ونيويورك وبخاصة جنيف .
وفي جنيف مثلا قد يجري لقاء رقم «2» يشارك فيه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي ومبعوثون عن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الامريكية وغيرها لبحث سبل التوصل في اقرب وقت ممكن لحل سياسي يقرره السوريون انفسهم .
وقد قال أمين عام حزب الارادة الشعبية المعارض في سوريا قدري جميل : « ان الازمة تتجه نحو الانفراج السياسي مشيرا الى ان مشاركة كل من له علاقة بما يجري في سوريا في حوار بناء يساعد على ايجاد الحل الذي يبقى في المحصلة النهائية سوريا .
على أي حال ، ان شعوب أمتنا تتطلع الى حل سياسي يحقق للشعب السوري الشقيق وحدته الوطنية وأمنه واسقراره وفرصه في التنمية والتقدم والنهوض والازدهار ..ويعود لسوريا دورها القومي والانساني .
(الراي )