فرنسا تتشبث بنفوذها الاستعماري في أفريقيا
الواضح جدا أن فرنسا لم تستفد وتتعظ من تجاربها الاستعمارية على امتداد العالم..وبخاصة في شمال القارة الافريقية وفي المشرق العربي..حيث منيت بهزائم عسكرية وسياسية وأخلاقية على أيدي الشعوب التي قاومت سياستها الاستعمارية واضطهادها وقهرها والتنكيل بقواها السياسية.. كما عمدت إلى نهب ثرواتها وإفقارها وحرمانها من فرص التعليم والتنمية والتقدم.. ففرنسا اليوم كما هي فرنسا الأمس تواصل محاولات بسط سيطرتها على دول افريقية وعربية..
ومزاولة تقاليدها الاستعمارية البغيضة ضد شعوبها..حيث وصلت قوات عسكرية فرنسية إلى باماكو من ساحل العاج وتشاد يوم الاحد الماضي في إطار التعزيزات التي أمرت باريس بإرسالها إلى مالي من أجل مساندة القوات الحكومية في حملتها العسكرية ضد الاسلاميين الذين يسيطرون على شمال البلاد.. وستنضم قوات أخرى تأتي من فرنسا مباشرة لهذه القوات.. مما أجج غضب الجهاديين ودفعهم إلى تهديد العمق الفرنسي بعد تعرض مواقعهم في شمال مالي لغارات جوية فرنسية..
لقد قامت فرنسا في القرن الماضي باحتلال دول افريقية عدة.. واحتلت دول شمال افريقيا العربية..وأعلنت إلحاق الجزائربكيانها الاستعماري الكريه وغزت مع بريطانيا مصر الشقيقة ودول المشرق العربية فكانت معاهدة سايكس ـ بيكو التي على اساسها مزقت وحدة الأرض العربية ووحدة الامة.
وبعد تحرير دول المشرق العربي ونيلها استقلالهابنضالات شاقة وضارية وحروب مكلفة عادت فرنسا إلى المنطقة بمشاركتهافي غزو العراق الشقيق وتدخلت وتتدخل في الشأن اللبناني وفي الشأن السوري وساندت وتساند اسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا وأنشأت مفاعلات ديمونةلها ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية بعد اسهامها إلى حد كبير في زرع الكيان الصهيوني العنصري في قلب الوطن العربي وتمكينه من احتلال كل فلسطين.
وكذلك مشاركتها في العدوان الثلاثي مع بريطانيا واسرائيل على مصر عبد الناصر رحمه الله.وكل هذه الممارسات الاستعمارية البغيضة لا تزال ماثلة في أذهان الجميع..لذلك ليس مستغربا أبدا تعرض العمق الفرنسي لتهديدات قوى مختلفة جهادية وغير جهادية وإرهابية وغيرها..فلعل الحكومات الفرنسية ترعوي وتتعظ ولا تتدخل في شؤون الدول والمناطق المختلفة من العالم..ولا سيما في افريقيا والشرق الاوسط.
نعرف أن فرنسا من الدول التابعة للولايات المتحدة الامريكية وتنفذ املاءات الادارات الامريكية..فهي سرعان ماتهب للمشاركة في أي عملية غزو أوعدوان امريكي على أي دولة في العالم على أمل حصولها على فتات المغانم..ورغم أن فرنسا دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلا أنها لا تحترم قراراته..لا سيما القرارات التي تدين اسرائيل بسبب سياساتها العدوانية والتوسعية في فلسطين والمنطقة العربية.. والأنكى أن فرنسا تتباكى على حقوق الإنسان وتدعولفظيا فقط لاطلاق الحريات العامة وتطبيق قواعد الديمقراطية في دول المنطقة وبالضبط على غرارما تفعله الولايات المتحدة.. وذلك تغطية لممارساتها الاستعمارية البغيضة.
صحيح أن النفوذ الاستعماري الفرنسي قد اندحر أو انحسر من مختلف أنحاءالدنيا ولكنه لن يزول نهائيا إلابزوال النفوذ الاستعماري الامريكي الكولنيالي والامبريالي من جميع مناطق ودول العالم..وهذا ما تتطلع إليه شعوب العالم وتناضل من أجل اليوم الذي يأفل فيه الاستعماربكل أشكاله إلى غير رجعة .
(الراي )