2024-10-21 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

البرزاني يلعب في النار ..

سلامة العكور
جو 24 :
الإستفتاء لانفصال الإقليم الكردي عن العراق الشقيق يمثل الورقة الثانية التي تلعب بها واشنطن بعد ورقة تنظيمي "داعش والنصرة "الارهابيين للمضي في تدمير العراق وتقسيمه إلى دويلات عرقية شوفينية وطائفية .. لا سيما وأن لإسرائيل دورا مباشرا وغير مباشر في الورقتين ..

إن الهمّ العراقي الآن -بعد إجراء الاستفتاء- لا يقتصر على العمل على صعيد الإقليم والساحة الدولية لإلغائه وإنما تركز بصورة ملحة على انتشار أمني وعسكري في كركوك ومحيطها وفي المناطق المتنازع عليها مع سلطة البرزاني المتعنتة والطامعة في السيطرة على ثروة النفط والغاز الهائلة في هذه المناطق ..ولتحقيق هذه المطامع كانت مليشيات البيشمرقة الكردية قد انتشرت في هذه المناطق معلنة استعدادها للمواجهة العسكرية مع القوات العراقية إذا ما اقتربت للإنتشار فيها وفقا للدستور ولما كان قبل الحرب مع داعش قبل أربع سنوات ..لكن مع اصرار الحكومة العراقية المدعومة من البرلمان على نشر القوات وبسط السيطرة على منابع النفط والغاز هناك لم تخشَ نشوب حرب محدودة أو شاملة مع الإقليم الكردي مما ينذر بإراقة المزيد من الدماء والتدمير ..ومن كان يدري إذا ما نشبت هكذا حرب مجنونة متى تنتهي ..لا يستطيع أحد أن ينكر حق تقرير المصير للشعب الكردي في إقليم كردستان ولكن ليس شرطا أن يتحقق هذا الحق بالإنفصال وفي هذا التوقيت غير الملائم أبدا ..فالكرد جزء من الشعب العراقي وكردستان جزء من أرض العراق ..وقد تحقق للشعب الكردي منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي حكم ذاتي توسعت صلاحياته بصورة لافتة ومقلقة منذ الغزو الامريكي للعراق حتى لجأت قيادة مسعود البرزاني إلى التحكم بموارد النفط من خلال صفقة غير مشروعة مع أنقرة ..والبرزاني هذا منتهية ولايته وهو يفرض نفسه ونفوذ عائلته بقوة الحديد والنار..ويطغى على عهده الفساد المالي والاداري والفوضى والعبثية في عموم الاقليم ..إن البرزاني يراهن في قرار الانفصال على دعم واشنطن وتل أبيب وعلى صداقته المزعومة والوهمية مع الرئيس التركي اردوغان وعلى دعم مالي من دول خليجية ..ويراهن كذلك على تيار شوفيني محلي ..ويراهن بصورة خاصة على منابع نفط كركوك وفي محيطها ..وقد أعلن مرارا أنه مستعد لخوض حرب محدودة أو شاملة مع العراق ..ويبدو أن المساعي السياسية المبذولة لوقف التدهور في الوضع الأمني في الاقليم لم تنجح سابقا وقد لا تنجح لاحقا بسبب عدم شعور البرزاني بروح المسؤولية تجاه شعبه ..ما دفع الحكومة العراقية لإرسال قوات عسكرية وأمنية بسطت سيطرتها على المناطق الاستراتيجية في الاقليم ولا سيما على كركوك وأبار النفط والغاز في محيطها ..وبسطت سيطرتها كذلك على المطار والقاعدة العسكرية هناك ..

يبقى أن نؤكد أن مشروع الانفصال قد أصبح وراء البرزاني والتيار الشوفيني ..فلم يكن الانفصال في صالح الشعب الكردي ولا في صالح البرزاني وعائلته ..فالاقليم محاصر ومطوق من ايران وتركيا والعراق برا وجوا ..وثمة شبه إجماع من المراقبين والمحللين السياسيين في المنطقة والعالم على أن مغامرة البرزاني كانت من أجل الخروج من مأزقه في الحكم ولحل مشاكله الخاصة المتمثلة بعزلته وعزلة عائلته عن أبناء شعبه .. باختصار شديد لقد خسر البرزاني سياسيا وشعبيا وفشل قراره بالانفصال حتى إشعار بعيد..
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير