jo24_banner
jo24_banner

الحوار على أساس المواطنة السبيل الوحيد لإنقاذ العراق

سلامة العكور
جو 24 :

التظاهرات الحاشدة والاجواء الساخنة وأشكال الصدامات والتفجيرات في غرب العراق الشقيق وفي وسطه وفي شماله تصعيد نحو حرب أهلية مدمرة ..فهذه
التظاهرات في تصاعد مستمر احتجاجا على سياسات الحكومة الداخلية والخارجية التي تقوم على الطائفية والمذهبية .. وتتهم أوساط الحكومة منظمي هذه التظاهرات بأنهم من صنع الأجندة الاقليمية والدولية للتدخل في الشؤون العراقية .
بعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكية ظهر نفوذ واسع وقوي لإيران .. وتمكن أبناء الطائفة الشيعية على مختلف ميولهم واتجاهاتهم ومشاربهم من السيطرة على مفاتيح الحكم .. في حين أن أبناء الطائفة السنية وقفوا في غالبيتهم في خندق المعارضة .. فتعرضوا لحملات الاغتيال الجماعي والتنكيل والحرمان من سبل ووسائل العيش الكريم .
لذلك تم تغييب الحكم على اساس المواطنة وطغى على البلاد والعباد حكم الطائفة وبسبب العلاقات المتقدمة بين الحكومة الشيعية وبين ايران المتنفذة في اوساط الشيعة في العراق فقد وقفت الاحزاب والقوى السياسية القومية واليسارية بصورة عامة أيضا في خندق المعارضة .
وكل ذلك صعد أشكال الصراع وزعزع الأمن والاستقرار..ورغم موارد الثروة النفطية الكبيرة إلا أن غالبية ابناء الشعب العراقي يعانون من اشكال الفقر والتجويع والامراض المستشرية بسبب عجز البنى التحتية التي دمرتها قوات الاحتلالالامريكي وتدني مستوى الخدمات البيئية والصحية والتعليمية وغيرها وغيرها .
لقد تكبد الشعب العراقي ولا يزال خسائر هائلة في الارواح والممتلكات وفي مواقعه التاريخية والحضارية إضافة إلى مؤسساته الاقتصادية والامنية ..وتحولت حياته إلى جحيم بسبب ظلم المحتل أولا ثم بسبب الصراعات والتفجيرات التي كان لها بداية ولا يبدو في الافق أن لها نهاية ..فسقط يوميا مئات القتلى والجرحى والمفقودين من ابناء العراق واطفاله وحرائره .
الأنكى ان العراق ارضا وشعبا معرض حاليا للتجزئة والانقسام الى دويلات عرقية وطائفية صغيرة في جنوبه وفي شماله وفي غربه ولربما في وسطه أيضا .
ان المشهد العراقي الراهن يثير الحزن في اوساط الشعوب العربية ..فالعراق الذي كان قبل الغزو الاطلسي يتمتع بدور كبير وفاعل في استقرار المنطقة بات يشكل مصدر خطر محتمل على امنها واستقرارها ..فالتدخل الايراني في شان العراق يقابله تدخل تركي وخليجي منطلقه طائفي ايضا ..
وعلى هذا الاساس لن يتسنى للعراقيين تحقيق وحدتهم الوطنية طالما أن اسباب الصراع والحرب قائمة وفي اتساع ..اماالخلافات المحتدمة بين بغداد واكراد الشمال وبخاصة الخلاف حول كركوك النفطية فحدث ولا حرج ..ان محنة العراق لا يمكن تجاوزها الا من خلال الحوار المستند الى المواطنة وليس الطائفية او المذهبية ..فالحل الذي يرى ان ابناء العراق متساوون في الحقوق والواجبات ,وانتماؤهم لوطنهم ولامتهم العربية هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق من محنته.
(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير