وأد المشروع الامريكي الاسرائيلي لتفتيت دول عربية محورية ..
سلامة العكور
جو 24 :
بعد أن سقطت لعبتها الأولى بسقوط تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، عمدت الادارة الامريكية إلى اللعب بورقة الكرد في العراق أولا ثم في سوريا ..أما وقد حسم أمر الانفصال الكردي في شمال العراق بضربة نجلاء شجاعة من الحكومة الاتحادية في بغداد وقواتها الامنية والعسكرية الباسلة، فقد ظلت الادارة الامريكية تلعب بورقة الكرد في شمال سوريا ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي عليها أن تتعظ وتأخذ العبرة مما حصل لكرد العراق بزعامة البرزاني الذي مُني مشروعه الإنفصالي بهزيمة مدوية.. حيث أن واشنطن ستتخلى عن الورقة الكردية في سوريا أيضا ..فالمراقبون السياسيون والعسكريون لا يرون أن واشنطن مستعدة لمواجهة عسكرية شاملة في سوريا قد تتسع وتمتد إلى مناطق الجوار .. ولا هي راغبة بها حتى لو أن وجودها العسكري في شمال سوريا وشرقها وفي التنف يوحي بذلك ..لكنها أي واشنطن لا زالت مستمرة في حربها بالوكالة في سوريا من خلال داعش والنصرة بتغطية مضللة وكاذبة هي مكافحة الارهاب ..وهذه الحرب المصحوبة بحملة إعلامية وسياسية لا تتجاوز كونها حربا نفسية لإثارة الارتباك وعلى أمل عرقلة تقدم قوات الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة ..لكن القوات السورية التي داست ببساطير جندها البواسل على الخطوط الحمراء التي رسمتها الاستخبارات الامريكية في عدد من المواقع لا يمكن أن تعيق انتصاراتها المتتالية وتقدمها السريع نحو تطهير جميع الاراضي السورية من دنس الارهاب والارهابيين ..ويكفي أن نشير إلى أن ما أرادته واشنطن بقطع جسور التواصل بين إيران ولبنان مرورا بالعراق وسوريا قد أجهضته القوات العراقية والسورية في تزامن واحد ..فتحرير القوات العراقية لقضاء القائم جاء متزامنا مع تحرير القوات السورية وحلفائها لمحافظة دير الزور ..ما جعل الحدود العراقية السورية تحت السيطرة في قبضة الجيشين العربيين ..
اما احتلال جبهة النصرة لأراض سورية على حدود الجولان في الجنوب بدعم عسكري اسرائيلي واحتلال قوات "قسد" الكردية لجزء من شمال سوريا على أمل إقامة "كنتون" كردي هناك وزحف قوات تركية حتى إدلب لأهداف تشي بأطماع تدغدغ حزب العدالة والتنمية فهي أمور مؤقتة وعابرة ولا تقوى على الصمود أمام زحف قوات الجيش السوري والقوات الحليفة التي تتقدم حاليا نحو البوكمال لإحكام السيطرة على الحدود العراقية السورية ..وبعد البوكمال ستزحف نحو الرقة وقد أصبحت على بعد أمتار منها لتصفية ما تبقى من فلول تنظيمي داعش والنصرة إلى الأبد ..فالذين يسعون لتقسيم سوريا أو اقتطاع أراض سورية على أمل إقامة كنتونات أو دويلات عليها أو لتحقيق نفوذ ما هناك فإن عليهم أن يستعدوا للمواجهة الضروس مع محور المقاومة ..والأفضل لهم الإنسحاب بخيباتهم ..فالدولة السورية لن تتشارك في سيادتها على أراضيها وأجوائها ومياهها مع أي جهة كائنة من تكون ..أما مشروع التقسيم والتفتيت الامريكي الاسرائيلي الرجعي فإنه موؤود موؤود..فهل ثمة مشاريع امريكية اسرائيلية على الطريق ؟؟..سنرى..