دولة "داعش" في خبر كان..
سلامة العكور
جو 24 :
كل ما قيل ويقال عن قرارات أو توصيات وتداعيات مؤتمر جنيف 1، لن يقدم في الازمة السورية أو يؤخر شيئا ذا بال ..ذلك ان المشاركين طالما لم يغيروا مواقفهم ونواياهم فإن الحل السياسي للأزمة لن يرى النور على المدى المنظور ..اللهم إلا إذا نجم عن اجتماعات استانه وسوتشي ما يشجع على بدء الحوار بين السوريين في الموالاة والمعارضة ..وما اتفق عليه حول مناطق خفض التوتر والتصعيد قد يشكل عقبة خطيرة على مسار تسوية الازمة ..لا سيما وأن الحلف الامريكي ينوي بعد نهاية داعش في سوريا والعراق اللجوء إلى محاولات شل خطوات الحل السياسي من خلال تقديم أشكال الدعم العسكري واللوجستي لتنظيمي داعش والنصرة وللمنظمات الارهابية الأخرى التي تحمل زورا وبهتانا صفة المعارضة "المعتدلة"!..
في الأسابيع الأخيرة تصدت القوات العسكرية الامريكية وقوات "قسد" الكردية لقوات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة محاولة منعها من التقدم لتحرير دير الزور والبوكمال ..وقبل ذلك عملت جاهدة على منع القوات العراقية والسورية من الوصول إلى الحدود المشتركة في محاولة يائسة لمنع تواصل محور المقاومة من ايران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا باعتبارذلك خطا أحمر يحظر اختراقه ..ولكن عند وصول القوات السورية والقوات الحليفة إلى البوكمال وتحريرها بالكامل بعد وصول القوات العراقية لمدينة القائم وتحريرها وتحرير محيطها تمزق نسيج الخط الأحمر الامريكي تحت بساطير جند العراق وسوريا البواسل .
في سوريا قواعد وقوات خاصة امريكية ..وفيها قوات عسكرية تركية في الشمال وفي ادلب ..وفيها قوات "قسد" الكردية التي تحتل جزءا كبيرا من الجغرافية السورية في الشمال وفي الرقة .. واسرائيل تناور وتطالب بإبعاد ميليشيا حزب الله من حدود الجولان مهددة بالقيام بتدخل عسكري في سوريا .. وهذه كلها تحديات لا بد من مواجهتها ..وقد تقتضي مواجهة مع قوات "قسد" الكردية الذي ثبت بالملموس تعاونها مع داعش وجبهة النصرة برعاية أمريكية ايضا ..أما قواعد ومواقع القوات الامريكية المنتشرة في سوريا فلم يعد لبقائها أي مبرر بعد القضاء على تنظيم داعش ودولته الخرافية في الرقة والبوكمال التي تعتبر آخر معقل للإرهابيين ..أما القوات التركية في شمال سوريا وفي إدلب فمرشحة للإنسحاب بعد لقاء أنطاليا الثلاثي بين روسيا وتركيا وايران ..وبعكس ذلك فإن محور المقاومة قد شدد على تحرير كل شبر من الجغرافية السورية ولو بالمواجهة ..
من هنا يمكن القول أن مشروع التقسيم والتفتيت الامريكي ـ الاسرائيلي ـ الرجعي قد أجهض ..وأن على قوات "قسد" الكردية وغيرها من قوات طامعة في تجزئة وحدة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية أن تتعلم الدرس مما حصل في العراق الشقيق ..ومن خلال اجتماعات استانة وسوتشي لا بد من أن تتفهم أطراف المعارضة المحلية والتي في الخارج ومشغليها أن الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية إذا ما اقتضى الأمر ستمليه انتصارات محور المقامة ميدانيا ..واللافت أن ثمة تراجع ملحوظ من بعض هذه الأطراف عن مواقفها المتشددة ..والأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف الكثير من الحقائق المحزنة والمخجلة..