صمت مطبق..

جو 24 : العدوان الجوي الاسرائيلي الغاشم على سوريا يشعرنا بمدى استهتار اسرائيل واستخفافها بإرادة سوريا حكومة وجيشا وشعبا بل وبإرادة الأمة العربية من المحيط الى الخليج.. فالطائرات الاسرائيلية التي قصفت مركز ابحاث او قافلة سورية بحجة تدمير اسلحة كيمياوية تخشى من احتمال استخدامها ضد تل ابيب فقد استهانت بصلابة الامن القومي العربي..واستهانت بمواقف بعض الدول العربية التي تزعم الحرص على الشعب السوري وتقف متفرجة إزاء أي عدوان اسرائيلي أو امريكي أو أطلسي على أي دولة شقيقة في مغرب الوطن العربي أو في مشرقه..صحيح أن الشعوب العربية كانت وما تزال يقلقها استبداد وديكتاتورية نظام بشار الاسد والفساد المستشري في مؤسساته واجهزته ..ولكن يقلقها أكثر بل ويثير سخطها أن ترى الدول العربية صامتة دون أن تتدخل للمشاركة في التصدي لعدوان اسرائيلي ينتهك الأمن القومي العربي مع انتهاك سيادة سوريا ..والعجب العجاب أن يسمح لاسرائيل بشن اعتداءات على سوريا ويسمح لأعداء الأمة من وراء البحار بالتدخل في الشأن السوري سياسيا وعسكريا دون إعلان كلمة حق أو صوت احتجاج من جانب هذه الدولة العربية أو تلك..لقد زعمت الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في حلف « الناتو « أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل فقامت بغزوه واحتلاله وتدمير مدنه ومنشآته المدنية والحضارية ..وفكفكت مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية وجيشها الوطني ..كل ذلك من أجل حماية أمن اسرائيل ومصالحها وأطماعها بالمنطقة أولا ,ومن أجل نهب ثروته من النفط والغاز ثانيا ..وهاهي اسرائيل والدول الاستعمارية الكبرى تتذرع بأن سوريا تمتلك أسلحة كيمياوية وأنه لابد من احتوائها أوتدميرها .. وهي متأهبة لغزو سوريا ولربما احتلالها إذا ما عجزت المعارضة السورية المسلحة بمختلف ألوانها ومشاربها عن إلحاق الهزيمة بالجيش السوري .
مرة اخرى..نحن ضد سياسة الاستبداد التي يمارسها نظام الاسد ,ولكننا لسنا مع تدخل أعداء أمتنا في الشأن السوري سياسيا أو عسكريا .. ونرفض دخول قوى المعارضة السورية على ظهور الدبابات الامريكية أو الاطلسية ..وهنا يجب القول أن على سوريا وحلفائها في ايران وفي حزب الله اللبناني وجميع ما يسمى قوى الممانعة الرد فورا على العدوان الاسرائيلي وتأديب حكومة نتنياهو واليمين الاسرائيلي المأفون وجيشه الجبان ..ومن يدري فقد تتوحد قوات النظام مع قوات المعارضة وتقف في خندق واحد لتلقين اسرائيل وحلفائها الدرس المر الذي تستحقه ..ولعل طرفي النظام والمعارضة لا يضطران للقول : لقد أكلت يوم أكل الثور الأسود ..الراي