قرار ترامب أشعل جذوة النضال التحرري الفلسطيني والعربي..

قرار الرئيس الامريكي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وبنقل السفارة الامريكية إليها قرار وقح وأرعن ويؤكد وللمرة الألف معاداة الولايات المتحدة الامريكية للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية ..كما يؤكد تنكرها بصورة تعسفية ووقحة أيضا للحقوق الوطنية للشعب افلسطيني ..وبهذا القرار يكون الرئيس ترامب قد تعامى عن حل الدولتين المعترف به دوليا والمعترف به امريكيا وشوه بل وشطب الدور الامريكي في عملية السلام التي هي بالأساسالامريكية ظلت على امتداد الصراع العربي ـ الصهيوني منحازة بالمطلق لإسرائيل ..وظلت تزود اسرائيل بالمال والسلاح والتكنولوجيا الحديثة لجعلها متفوقة على الدول العربية مجتمعة ..لكن قرار ترامب قد تجاوز بمراحل أشكال الدعم الامريكي المألوفة لإسرائيل ولسياستها العدوانية التوسعية على حساب الاراضي الفلسطينية والعربية ..وإن اسرائيل بترحيبها بهذا القرار واعتباره تاريخيا في مصلحتها وفي خدمة أهدافها التوسعية ـ الاستيطانية والسياسية تكون قد تنكرت وللمر ة الألف لاتفاقات أوسلو سيئة الذكر ..ونأمل أن يؤدي ما سلف إلى صحوة ويقظة في صفوف الفصائل والنخب والفعاليات الفلسطينية ..وكذلك في أوساط الشعوب العربية وقواها السياسية والاجتماعية والثقافية ..فعلى الصعيد الفلسطيني لا بد من دفع زخم جديد وكاف في مجال المصالحة بين حركتي حماس وفتح ..ولا بد من تحقيق وحدة وطنية صلبة ومتماسكة ومؤمنة بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ..على أن تضم تحت لوائها جميع فصائل وقوى الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والثقافية الحية ..مسلحة ببرناج استراتيجي كفاحي يدشن أولا وقبل كل شيء بإلغاء اتفاقات أوسلو وملحقاتها وسحب الإعتراف بدولة اسرائيل العنصرية ..ويواصل ممارسة كافة اشكال النضال والمقاومة المسلحة ..وباعتبارها حركة تحرروطني تلاقي كافة أشكال الدعم والمساندة من قوى التحررالعربية والاقليمية والدولية..

لقد أعاد قرار ترامب البوصلة التائهة إلى القضية الفلسطينية التي قفزت فورالتحتل رأس سلم الاولويات في الحراك في الفلسطيني والعربي التحرري ..ولا شك في أن المجتمع الدولي لن يكون هذه المرة في خدمة المشروع الامريكي ـ الصهيوني ..فلن يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ..لأنه اعتبر قرار ترامب متهورا ومنتهكا لقرارات الشرعية الدولية أو هكذا ظهر ..وكان مجلس الأمن الدولي في العام 1980م قد اتخذ القرار 478 الذي يعتبر القدس مدينة فلسطينية محتلة ..والقرارات رقم 181 و 242 و338 تعتبر الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة أراض محتلة وينبغي الانسحاب الاسرائيلي منها ..وباختصار شديد لقد أعلنت الادارة الامريكية العداء للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية ..فهي في الخندق الصهيوني جهارا نهارا ..وعلى حركة التحررالفلسطيني والعربي تصويب اتجاه نضالها للعمل على اجتثاث جميع المصالح الامريكية في المنطقة ..ولدى أمتنا من الامكانات والقدرات والطاقات المادية والكفاحية ما يمكنها من استعادة جميع أراضيها وحقوقها المغتصبة ..أما النظام الرسمي العربي بغض النظر عما سلف فإنه يقف اليوم أمام امتحان صعب جدا ..والشعوب العربية لن ترحم المتواطئين والمتخاذلين على حساب حقوقها الوطنية والقومية..