ارهاصات لحل سياسي للأزمة السورية
تتذرع واشنطن وحليفاتها في حلف الناتو , كما تتذرع اسرائيل ودول اخرى بالمنطقة بمخاوفها من وصول الاسلحة الكيميائية السورية إلى أيدي منظمات ارهابية تهدد بها دول المنطقة واستقرارها ..لذلك فإن واشنطن وتل ابيب تتأهبان للتدخل عسكريا في الازمة السورية ..وتحاولان إقناع المجتمع الدولي وبخاصة روسيا الاتحادية والصين الشعبية بضرورة التدخل عسكريا للسيطرة على هذه الاسلحة وضمان عدم وصولها الى منظمات ارهابية ..وهناك دول في المنطقة وخارجها تدعو للتدخل العسكري واسقاط نظام الاسد ..وهكذا دعوة تتناغم مع نداءات بعض اطراف المعارضة السورية للتدخل عسكريا في الازمة السورية وعلى غرار التدخل الامريكي والاطلسي في العراق ثم في ليبيا ..
وقد تعرض الاردن لضغوط كبيرة من أجل استخدام أراضيه منطلقا للتدخل عسكريا في سوريا ..لكنه رفض الاذعان ونادى بالحل السياسي السلمي ومكتفيا باستقبال مئات الألوف من اللاجئين السوريين وتهيئة المكان الآمن لهم ..وفي هذا تجاوب مع موقف الامم المتحدة ومبعوثها الاخضر الابراهيمي الذي يجوب عواصم المنطقة والعالم داعيا الى حقن دماء الاشقاء السوريين ..وقد أكد الابراهيمي هذه الدعوة في لقاءاته مع المشاركين في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن الذي عقد يوم الجمعة الماضي من امريكيين وروس وايرانيين وغيرهم ..وخلال هذا المؤتمر أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن السلطات السورية تحتفظ بالسيطرة التامة على الاسلحة الكيميائية وان بلاده لديها معلومات موثوقة أن الوضع بالنسبة لهذه الاسلحة مطمئن ولا يثير أي دواع للقلق ..ومن المقررأن يبحث لافروف مع نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن ومع المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي مخرجا سياسيا للأزمة السورية .. وتشير أوساط صحفية إلى أن الرئيس الامريكي أوباما لا يفضل التدخل عسكريا في الازمة السورية.. وفي تطور مهم طلب الزعيم السوري المعارض معاذ الخطيب من ايران نقل مبادرة له للحكومة السورية .. وتقوم هذه المبادرة على استعداده للقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والتفاوض معه حول مخرج سياسي للأزمة .. من هنا يمكن القول أن ثمة ارهاصات واشارات تلوح في الافق حول امكانية التوصل الى حل سياسي سلمي للأزمة ووقف شلال الدم السوري ووقف معاناة الشعب السوري الشقيق ..والمهم أن يحرص الجانبان نظام الحكم والمعارضة على تفادي استمرار حربهما المدمرة وتفادي انهيار سوريا الدولة والوطن تنفيذا لهدف تل ابيب وواشنطن.. فسوريا وطن الجميع موالاة ومعارضة .. وعلى الجميع إنقاذها من تداعيات وعواقب هذه الأزمة المأساوية ..ومن ثم التطلع لإعادة بناء مادمرته الحرب والعمل على تحقيق التقدم والازدهار في دولة ديمقراطية ينعم فيها جميع المواطنين بالحريات العامة وبالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ..
(الراي)