jo24_banner
jo24_banner

هل ثمة حرب إقليمية أو دولية تنطلق من سورية ؟

سلامة العكور
جو 24 :
تمر هذه الأيام ذكرى أولى جرائم القرن الواحد والعشرين ..أي ذكرى الغزو الامريكي الغاشم للعراق واحتلاله وتدمير مدنه وأريافه ومنشآته المدنية وموروثه الحضاري العظيم ..ثم العدوان الامريكي ـ الكوني على سورية وليبيا واليمن باستخدام تنظيمات إرهابية متوحشة تقتل وتعذب وتحرق كل من يعارضها ..وقد نقلت الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في أوروبا الغربية وتابعاتها بالمنطقة عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سورية بعد أن دربتهم وسلحتهم وزودتهم بالأموال الطائلة ..ولا تزال تزودهم بالأموال وتمدهم بالمقاتلين المدربين هنا وهناك بالمنطقة ..

 سورية وحلفاءها استطاعت تحقيق انتصارات مدوية على هذه التنظيمات  ، وتمكنت حتى يومنا هذا واعتمادا على تقارير صحفية ميدانية مؤكدة من تحرير أكثر من 70% من الجغرافيا السورية، وواضح ان النظام السوري  عاقد العزم على تحرير كل شبر من الأرض السورية حفاظا على وحدة ترابها ووحدة شعبها..

الإدارة الامريكية  أدركت سقوط ورقتها الأولى بهزيمة الإرهابيين الذين جندتهم وسلحتهم وأغدقت الأموال الطائلة عليهم ، فلقد  غادروا  مواقعهم في المدن السورية إلى إدلب ..فاضطرت إدارة ترامب للعب بالورقة الثانية التي تمثلها وهي المليشيات الكردية في شمال وشرق سوريا ..فراحت تزودها بالأسلحة المتطورة وبالأموال لعلها تستطيع إقامة كنتون او دويلة مسخ في شمال شرق سوريا ..كما لجأت إلى إقامة أكثر من عشرين قاعدة عسكرية في الشمال وفي شرق الفرات وفي ممبج بحجة مكافحة الارهاب ..

اللافت انه و عندما حقق الجيش السوري انتصارات كبيرة على الارهابيين ولم يعد لوجود هذه القواعد الامريكية أي مبرر أعلنت الولايات المتحدة أن قواعدها باقية إلى أجل غير مسمى ..وقد لجأت مع اسرائيل إلى قصف مواقع الجيش السوري مرات ومرات دعما لتنظيمي داعش والنصرة وجيش الاسلام ..مرة بحجة أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيمياوية ..ومرة بدعوى الحرص على حماية المدنيين من قذائف الجيش السوري ..ومرات بمبررات كاذبة وملفقة لوقف تقدم الجيش السوري ..

والغريب  أن دول أوروبا الغربية التي تعرضت لهجمات الارهابين لا تزال تدعمهم في سوريا ..و هي تقف إلى جانب واشنطن في مواجهة الدول والقوى التي تحارب الارهاب فالبيان الصادر عن واشنطن وحليفاتها في حلف الناتو ضد روسيا الاتحادية إنما ينطوي على تحديات لافتة ..ففيه تهديد ووعيد ..وفيه روح عدائية صارخة ..وفيه اتهامات ملفقة وكاذبة وبدون أي دليل حول تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال ..وذلك بمثابة إدانة لما تقوم به روسيا في دعم سورية ضد الارهابيين ..

ويأتي هذا البيان بعد انتصارات مدوية للجيش السوري وحلفائه في الغوطة الشرقية  التي يسيطر عليها عشرات الألوف من الإرهابيين المسلحين من جيش الاسلام إلى جبهة النصرة إلى أحرار الشام وفيلق الرحمن وآخرين ..مما أثار مخاوف وقلق واشنطن وحليفاتها في حلف الناتو ..

ومن الواضح أن إدارة الرئيس ترامب لا تريد نهاية للأزمة السورية ..وقد لمحت إلى إمكانية تمدد تنظيم داعش في مناطق شمال شرق سورية بعد انتقال قوات "قسد" إلى عفرين ..وقد ظلت هذه التنظيمات المسلحة  تستخدم المدنيين دروعا بشرية في مواجهة الجيش السوري ..

إن واشنطن تراهن على استنزاف الجيش السوري وحلفائه ..وهي تحاول التنسيق مع أنقرة على تقسيم سورية إلى دويلات ضعيفة طائفية وعرقية ..وذلك بعد أن أفشلت مؤتمرات جنيف واستانا وسوتشي ..ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الامريكية تعمل على تدمير أي دولة أو منظمة عربية تدعم القضية الفلسطينية ..وذلك لأنها تجهد لتصفية هذه القضية المركزية لدى الأمة العربية ..واليوم تعمل على تمرير صفقة القرن والتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..

لقد سعت واشنطن وحليفاتها إلى توجيه اتهامات  لسورية باستخدام السلاح الكيماوي لتوجيه ضربات عسكرية مدمرة لمؤسسة الحكم السورية ولمراكز قيادة الجيش السوري على أمل إسقاط نظام الأسد ..لكن روسيا وجهت إنذارات حاسمة لواشنطن وحليفاتها مؤكدة أنها ستدمر أي طائرة أو صاروخ يدخل أو تدخل سماء سورية ..وستدمر منطقة انطلاق أي طائرة أو صاروخ ..ما ينذر باحتمال مواجهة امريكية ـروسية أو مواجهة بين دول حلف الناتو ومحور المقاومة ..والسؤال الذي يردده المراقبون ::هل ثمة حرب إقليمية أو دولية وشيكة انطلاقا من سورية ؟!..ويرى معظم المراقبين أن أية حرب لن تكون واشنطن وحليفاتها المنتصرة فيها أبدا..
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير