jo24_banner
jo24_banner

هل يستطيع الرئيس الامريكي ترامب إشعال حرب إقليمية أو دولية ؟

سلامة العكور
جو 24 :
أما وقد أوشك الجيش العربي السوري على تطهير الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب تمهيدا لتفعيل العملية السياسية وصولا إلى إقامة الدولة الحديثة التي يتوافق على دستورها مختلف مكونات الشعب السوري، فإن ثمة عقبة كأداء قد تؤخر بل ستؤخر تحقيق تطلعات الشعب السوري بالسلام والأمن والإستقرار ..وهي بقاء القوات والقواعد الامريكية المنتشرة في شرق الفرات وفي التنف وفي ممبج ..ويرى بعض المراقبين الغربيين أن إدارة الرئيس ترامب تحاول توظيف هذه الورقة في الضغط على سورية وحلفائها لعلها تتيح فرصة إقامة كنتون عرقي وآخر طائفي على الأرض العربية السورية ..وقد تسربت أنباء عن مخطط (امريكي ـ اسرائيلي ـ خليجي) يشير إلى إقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب سورية يمتد من القنيطرة إلى السويداء وتكون درعا عاصمة لها ..ويؤكد المراقبون على أن إدارة الرئيس ترامب تعمل على إقامة كيان كردي في شمال شرق سورية حيث مصادر هائلة للطاقة من الغاز والنفط هناك ..وهذا مشروع (امريكي ـ اسرائيلي ـ خليجي) ينطوي على مجازفة حمقاء تقارفها إدارة ترامب ...فهكذا نوايا استعمارية خبيثة ستؤدي حتما إلى حرب إقليمية ولربما دولية ..فلا سورية ولا حلفاؤها في محور المقاومة ولا روسيا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي حيال محاولات تجزئة وتقسيم سورية ....ويرى مراقبون أن هكذا اقتراح ليس أكثر من مجازفة حمقاء يكتوي بنيرانها الذين يتوهمون بأنهم قادرون على المشاركة في تنفيذه ..إن الرئيس ترامب ربما أراد إشعال حرب عربية ـ عربية وإعفاء قواته وبلاده من عواقبها الوخيمة ..وبالمحصلة فإنه اقتراح خبيث ..فهو يعرف أن الحلف الكبير الذي يشن حربا مدمرة على اليمن الشقيق منذ ثلاث سنوات لم ينجز شيئا سوى إبادة آلاف الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية ونشر الأوبئة هناك ..

باختصار شديد فإن ادارة الرئيس ترامب بعد العدوان الثلاثي على سورية راحت تتخبط في توهان عسير ..أما اسرائيل التي شنت عدوانا على مطار "تيفور" وقتلت عددا من الضباط الايرانيين على أمل إجبار إيران على الإنسحاب من سورية ومنع حزب ألله من الحصول على أسلحة منطورة وكاسرة للتوازن مع اسرائيل ، فإنها بانتظار ضربة إيرانية موجعة ..حيث صرحت القيادة الايرانية بالرد الحاسم المدمر على اسرائيل ..ويرى مراقبون أن هكذا رد قد يشعل فتيل حرب محدودة أو شاملة بين إيران واسرائيل ..وقد تعهدت القيادة الايرانية بتدمير اسرائيل في أي حرب قادمة ..ومن يدري فقد تتدحرج هذه الحرب لتكون حربا إقليمية أوحتى دولية ..وهكذا حروب تنطلق من سورية لن تكون في صالح اسرائيل أبدا ..وحتى الولايات الامريكية وحليفاتها لن تكون رابحة في هكذا حروب ..البنتاغون والمخابرات الامريكية لا يسعدها خوض هكذا حروب بقواتها العسكرية ..وتفضل الحروب بالوكالة ..كما تفعل في توظيف "قسد" الكردية وتوظيف داعش والنصرة وجيشس الاسلام في سورية ..أما سورية التي تعهدت موسكو بتزويدها بدفاعات متطورة مثل 300إس ولربما 400إٍس فستكون قادرة منع محاولات تقسيمها إلى دويلات عرقية وطائفية .. أي أن المشروع الامريكي ـ الاسرائيلي ـ الخليجي فاشل ..وثمة إرهاصات تدل على فشله ..وقد تكون إدارة ترامب قد قرأت عناوين هذه الارهاصات فسارعت إلى بذل جهد كبير لضمان عقد قمة مع الرئيس الروسي بوتين من أجل استئناف التفاهم حول المصير السوري في الحل السياسي ..واللافت أن اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا قد تمخض عن موقف حاسم بالتصدي لمحاولات تقسيم سورية أو المس بسيادتها على جميع أراضيها ..باعتبار ذلك خط أحمر على الحلف الامريكي ـالاسرائيلي ـ الخليجي عدم التفكير باختراقه ..أما وقد قرر الرئيس ترامب الانسحاب من الإتفاق النووي مع إيران فالمنطقة مرشحة منذ اليوم لتشهد صراعات ولربما حروبا لا تبقي ولا تذر ..
 
تابعو الأردن 24 على google news