الأزمة السورية إلى أين..؟!

بعد عامين تقريبا من نشوب الازمة السورية باتت دول العالم في مشرقه وفي مغربه متيقنة بأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الذي يمكن التوافق عليه لإنقاذ سوريا وشعب سوريا .
فالحرب الاهلية المشتعلة والتي سقط فيها عشرات الآلاف بين قتيل وجريح من أبناء واطفال وحرائر الشعب السوري الشقيق، والتي دمرت فيها المؤسسات والمنشآت المدنية والاقتصادية والحضارية لم تنقذ سوريا وشعبها من شلال الدم النازف ومن الدمار ومن تشريد مئات الآلاف من العائلات السورية المنكوبة ..ثم أنها لم تحقق المطلوب من الديمقراطية والحريات العامة ولم تضع حدا لطغيان الفساد ولم تحاكم رموزه ولم توفر العيش الكريم للمواطنين .
لكن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي كان أبرز طغاة النظام السوري وأبرز الذين تدخلوا بكل قسوة في الشأن اللبناني وفي الشأن الفلسطيني، يرى اليوم وهو خارج نظام الحكم متنقلا بين باريس ولندن وغيرهما من العواصم والمدن الغربية نقول يرى غير ما ترى دول العالم بشأن الازمة السورية .. إنه يرى أن الحل السياسي لن ينجح في إنقاذ سوريا من أزمتها الطاحنة !..وهذا يعني أنه مع استمرار وتصعيد الحرب الاهلية ومع التدخل العسكري الأجنبي وبخاصة الامريكي والاطلسي ..وهذا يعني بالضرورة أنه يسعى للعودة إلى سوريا على ظهر دبابة أو طائرة امريكية حتى لو دمرت سوريا عن بكرة أبيها .
هذا هو هدف واشنطن وتل ابيب ولندن وباريس وغيرها من عواصم الغرب الاستعماري البغيض .. علما بأن معظم أطراف المعارضة السورية بعد أن جربت واكتوت بويلات الحرب الاهلية وكوارثها على البلاد والعباد غدت تميل نحو الحل السياسي السلمي للأزمة .
وبان كي مون أمين عام الامم المتحدة ما انفك يدعو العواصم الغربية والعربية المعنية بالازمة السورية للتجاوب مع الحل السياسي .. والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي بعد أن التقى جميع أطراف الازمة استنتج أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد القائم على الحوار الجدي بما في ذلك الحوار بين واشنطن ولندن وباريس من جهة وبين موسكو وبكين وطهران من جهة أخرى .
إن التلكؤ أو التسويف في السعي لفتح باب الحوار بين أطراف الازمة يعتبر مساهمة في تدمير سوريا وفي ابادة شعبها ..فما بالك في موقف الذين يرفضون الحل السياسي ويطالبون بتزويد المعارضة بمزيد من المال والسلاح لتصعيد الحرب ؟.. بل ويطالبون بتدخل حلف الناتو عسكريا في الازمة لتصعيدها إلى حرب اقليمية ولربما دولية ؟!.. والخاسر فيها سوريا ودول الجوار..
(الراي)