هل عادت مياه نظام مبارك إلى مجاريها ؟!
استبشرنا واستبشر العالم العربي والاسلامي بسقوط نظام مبارك الذي كان يعتبر عمليا حليفا غير معلن لإسرائيل ومدافعا شرسا عن أمنها ومصالحها.. وقد ظهر ذلك جليا بصورة خاصة أثناء العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في العام 2008م.. ولكي يضمن حماية أمن اسرائيل واصل الجيش المصري تدمير الانفاق الفلسطينية على حدود قطاع غزة.. ثم زرع في عمق الارض سورا حديديا على حدود مصر مع القطاع.. مما أثار سخط الشعوب العربية وجميع القوى الدولية المحبة للسلام التي تعاطفت مع الشعب الفلسطيني الاعزل في القطاع المحاصر اسرائيليا وعربيا ودوليا.. إن الانفاق تعتبر نوافذ تنفس للشعب الفلسطيني..حيث تخفف ولو قليلا من وطأة الحصار وأضراره.
فهو حصار شديد القسوة وهدفه خنق أبناء فلسطين وأطفالها وشيوخها وحرائرها وحرمانهم من أبسط عناصر ومقومات الحياة.. ويشارك في هذا الحصار الظالم وغير المشروع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ودول عربية أيضا..فلم تتمكن حكومة القطاع من تأمين مستلزمات إعادة بناء ما دمره العدوان الاسرائيلي الفاشي..فظل الآلاف من العائلات الفلسطينية بدون مأوى يقيها من برد الشتاء وحر الصيف.. أما وقد عادت مصر وفي عهد الاخوان المسلمين هذه المرة لتدمير الانفاق وتضييق دائرة الحصار على الشعب الفلسطيني في القطاع فقد فوجئت الشعوب العربية والاسلامية بهذا الموقف المصري الرسمي..حيث واصلت مصر توجيه ضربات متتالية للانفاق مؤكدة على لسان المتحدث العسكري باسم وزارة الدفاع المصرية أن هذه الضربات ستستمر حتى تدمير جميع الانفاق.. إن الاخوان المسلمين وهم في المعارضة كانوا ينددون في عهد مبارك بعمليات تدمير الانفاق ويعتبرون ذلك خدمة لأمن اسرائيل..وكانوا يؤيدون حكومة حماس في القطاع باعتبارها منظمة اسلامية وامتدادا لجماعة الاخوان المسلمين في العالم العربي..ولكن يبدو أن مواقف إخوان مصر في السلطة هي غير مواقفهم وهم في المعارضة..
لا نريد الآن وفي هذا السياق الكلام حول سياسة الاخوان المسلمين في مصر أو في غيرها..بل نريد التركيز على الأذى الكبير الذي تلحقه عمليات تدمير الانفاق على أبناء القطاع وانعكاسات ذلك على الأمن الغذائي والدوائي لهم..وعلى عمليات إعادة إعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي..فليس مقبولا أبدا هذا الاسهام غير المبررفي خدمة أمن اسرائيل التي ما انفكت تواصل اعتداءاتها الوحشية من البر والجو والبحر على أبناء القطاع.
إن نخبا سياسية واجتماعية ونقابية وثقافية كثيرة جاءت من مختلف أنحاء المعمورة ببواخر محملة بالمساعدات الانسانية لأهل القطاع من أجل دعم صمودهم..وما تعرضت له الباخرة التركية وطاقمها من عدوان اسرائيلي همجي لا زال ماثلا في أذهان الجميع.
إن جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الاسلامي مطالبة فورا بإدانة عمليات تدمير الانفاق وبالعمل على وقفها فورا وقبل زرع بذور العداء بين مصر وقطاع غزة..ولكي لا تعود مياه مبارك إلى مجاريها في عهد حكم محمد مرسي..
(الراي)