سجن بين يدي الرئيس
نائل العدوان
جو 24 : للمرة الثانية، اكتب عن قرية الرميمين، والسجن الرابض على هضبتها الغناء، اكتب هذه المرة وغصة في الحلق، وصورة للسجن تختلط بذكرياتي عن مكان ساحر، جارت عليه الايام ليتلوث بهائه بمسخ عربيد يجثو على اعلى قمة فيه، اكتب وقلبي مع الاهل الطيبين في الرميمين الذين صارت دُملة السجن همّهم، وانقشاع غيمته السوداء، أمنية ينتظرون اختفاءها .
ومن لا يعرف الرميمين، فسارسم له لوحة لجبالها الشامخة وهضابها الساحرة بلون اخضر أخّاذ ، وساترك ريشتي لشلال متدفق من فم الجبل، ازرق متلالىء بماء عذب، يهدر منسدلا نحو الوادي ، يفتح الوادي ذراعيه مستبشراً بالخير وينثره سيلاً متهاديا بزهو بين اشجار ترتمي على الجنبات، يمتد اللون الاخضر مرة اخرى ، وتزينه ورود شقائق النعمان، حمراء زاهية .
سارسم سحر القرية القديمة "والبلد والحنوة والاشرفية"، حيث تتعانق الكنيسة مع المسجد، وتكثر آثار وحضارات من مروا على هذه الارض الطيبة، وسامزج لوني المفضل لاتوج اللوحة ببهاء الينابيع ، "الصايغ والراهب وبصة الحوت والمشرع"، و وأكللها بطواحين الحنطة القديمة التي مازجت فرح القاطنين بمواسم الحصاد وكرم الخالق.
هل اكمل اللوحة ؟ ومن يريد ان يرسم سجنا بعد كل هذا السحر .
انشاء سجن الرميمين، تلويث للبصر، بل هو قصر نظر، اما الاصرار على بقائه فهو كمن يغطي الشمس بغربال، وكأن الاردن ضاقت بمساحات اخرى لانشاء السجون غير القرى الخلابة، وينابيع المياه والشلالات، والتي من المفترض ان تكون وجهة للسياح ومقصدا للتنزه،
لماذا يصر اصحاب القرار على وأد هذه المنطقة في وضح النهار وبدون اي مبرر لقاء ضرر فادح وبقاء جسم غريب عن طبيعة تكوين المنطقة، هل ارسم السجن ؟
سارسمه على كل حال، وسانتظر ان تجف الوان جدران السجن، جداراً جداراً ، وسأخط بعدها قضبانا حديدية سوداء، وزنازن حجرية مقفلة واسواراً عالية بالوان رمادية، وسألطخ سحر المكان من حول السجن بنزق، وألوث ماء الينابيع بلون قاتم كالقطران، وانتزع الزهور واقتلع خضرة البساتين، وعمداً ساخلط الالوان بعبثية، واستنجد بصراخ الصخور وزقزقة العصافير وجذوع الاشجار.
هل اكمل الرسم ؟ منكم العذر، فقد اكتملت اللوحة، واصبحت جاهزه لان اهدي النسخة الاصلية منها لدولة الرئيس، لعله يستعيد جزءا من الوانها القديمة، هي أمنية ..
لعلها تجدي، لعلها تجدي.
ومن لا يعرف الرميمين، فسارسم له لوحة لجبالها الشامخة وهضابها الساحرة بلون اخضر أخّاذ ، وساترك ريشتي لشلال متدفق من فم الجبل، ازرق متلالىء بماء عذب، يهدر منسدلا نحو الوادي ، يفتح الوادي ذراعيه مستبشراً بالخير وينثره سيلاً متهاديا بزهو بين اشجار ترتمي على الجنبات، يمتد اللون الاخضر مرة اخرى ، وتزينه ورود شقائق النعمان، حمراء زاهية .
سارسم سحر القرية القديمة "والبلد والحنوة والاشرفية"، حيث تتعانق الكنيسة مع المسجد، وتكثر آثار وحضارات من مروا على هذه الارض الطيبة، وسامزج لوني المفضل لاتوج اللوحة ببهاء الينابيع ، "الصايغ والراهب وبصة الحوت والمشرع"، و وأكللها بطواحين الحنطة القديمة التي مازجت فرح القاطنين بمواسم الحصاد وكرم الخالق.
هل اكمل اللوحة ؟ ومن يريد ان يرسم سجنا بعد كل هذا السحر .
انشاء سجن الرميمين، تلويث للبصر، بل هو قصر نظر، اما الاصرار على بقائه فهو كمن يغطي الشمس بغربال، وكأن الاردن ضاقت بمساحات اخرى لانشاء السجون غير القرى الخلابة، وينابيع المياه والشلالات، والتي من المفترض ان تكون وجهة للسياح ومقصدا للتنزه،
لماذا يصر اصحاب القرار على وأد هذه المنطقة في وضح النهار وبدون اي مبرر لقاء ضرر فادح وبقاء جسم غريب عن طبيعة تكوين المنطقة، هل ارسم السجن ؟
سارسمه على كل حال، وسانتظر ان تجف الوان جدران السجن، جداراً جداراً ، وسأخط بعدها قضبانا حديدية سوداء، وزنازن حجرية مقفلة واسواراً عالية بالوان رمادية، وسألطخ سحر المكان من حول السجن بنزق، وألوث ماء الينابيع بلون قاتم كالقطران، وانتزع الزهور واقتلع خضرة البساتين، وعمداً ساخلط الالوان بعبثية، واستنجد بصراخ الصخور وزقزقة العصافير وجذوع الاشجار.
هل اكمل الرسم ؟ منكم العذر، فقد اكتملت اللوحة، واصبحت جاهزه لان اهدي النسخة الاصلية منها لدولة الرئيس، لعله يستعيد جزءا من الوانها القديمة، هي أمنية ..
لعلها تجدي، لعلها تجدي.
تابعو الأردن 24 على 
