الذبابة الملعونة
نائل العدوان
جو 24 : هنالك أغنية شعبية مشهورة لأحد الإخوة المصريين، والتي يتذمر فيها من ذبابة هدت فوق رأسه، ويدور حوار شيق بينها وبينه عن شرعيه وقوفها على رأسه، بقولها: "وأنت مالك، خليك بحالك وتصر الذبابة على الطنين وازعاج صاحبنا، وبأدب جمّ يرد عليها : "وانا كان مالي ، خليني بحالي" ، ولكن في النهاية يختلف الطرفان، ويتم قتل الذبابة "فعساً" ثم دفنها، والكتابة على قبرها أنها "ذبابة ملعونة".
تناقل بعض الأخبار في الأردن يشبه قصة الذبابة الملعونة، "تطّن وتزنّ" فوق راسك إلى أن تفقدك رشدك، "والزن والطنين" قد يتخذ عدة وسائل: الإذاعة، التلفزيون، الصحف المطبوعة والالكترونية، مكان العمل، الحلاق، الخضرجي، سائق التكسي، المقاهي، دواوين الاعراس والعزاء، مواقع التواصل الاجتماعي.
فحدوث امر صغير وغير ملاحظ، كفيل بأن يتم تناقله بسرعة البرق، وبروايات مختلفة وباضافات متعددة وحسب نوع الذبابة وسرعة طنينها ورشاقتها في الطيران، ولكل خبر مدة صلاحية للانتهاء، فبعض الاخبار تنتهي صلاحيتها بنفس اليوم، وبعضها يستمر لاسبوع، والاخر قد يمتد لعدة اشهر.
ظواهر وحوادث بسيطة قد تمر بشكل اعتيادي، يتم تضخيمها بالرغم من ضحالة محتواها وقيمتها، او اظهارها وكأنها مرض قد تفشى في المجتمع، فسقوط جدار استنادي في احد الشوارع الفرعية في احدى المحافظات، يتم صياغة خبره وكأنه انهيار لجدار برلين، وحدوث مشاجرة بين اثنين من المراهقين يتم تصويرها كحرب اهلية في جنوب السودان، ويتم الاشارة بخط عريض بالانفرادية والحصرية لنشر هذا الخبر.
في المقابل، تختفي الذبابة "الطنانة" عن الساحة ولا نراها في المواضيع التي يجدر الحديث عنها، ويدارى الخبر بطريقة غامضة او مغالطة للحقيقة، او تؤخذ وجهات نظر من طرف واحد دون تقصي الحقيقة من الاطراف الاخرى .
الذبابة الملعونة، يستخدمها البعض ايضا لاغراض التشويق وتحت مسمى " اطلع من بين الخبيزة، شايفك "، اولغايات التشويش على اساس ان" الطلق اللي ما بيصيب بيدوش "، او على سبيل التهويل والمبالغة وبقناعة انها " اذا ما تعكرت ما بتصفى "، وكلها للاسف قد تحدث بتوقيتات حرجة للبلاد، وغير مناسبة لدرء خطر سرب كامل من الذباب في آن واحد. ولانهاء الطنين المزعج الذي قد يؤذي بعض الاطراف ويعكر صفو العلاقات ينبغي مكافحتة من الجميع.
وان أفضل وسيلة للتخلص من الذبابة ، هو “فعسها” ، ثم دفنها…
ولنكتب جميعا على قبرها : هنا ترقد الذبابة الملعونة.
تناقل بعض الأخبار في الأردن يشبه قصة الذبابة الملعونة، "تطّن وتزنّ" فوق راسك إلى أن تفقدك رشدك، "والزن والطنين" قد يتخذ عدة وسائل: الإذاعة، التلفزيون، الصحف المطبوعة والالكترونية، مكان العمل، الحلاق، الخضرجي، سائق التكسي، المقاهي، دواوين الاعراس والعزاء، مواقع التواصل الاجتماعي.
فحدوث امر صغير وغير ملاحظ، كفيل بأن يتم تناقله بسرعة البرق، وبروايات مختلفة وباضافات متعددة وحسب نوع الذبابة وسرعة طنينها ورشاقتها في الطيران، ولكل خبر مدة صلاحية للانتهاء، فبعض الاخبار تنتهي صلاحيتها بنفس اليوم، وبعضها يستمر لاسبوع، والاخر قد يمتد لعدة اشهر.
ظواهر وحوادث بسيطة قد تمر بشكل اعتيادي، يتم تضخيمها بالرغم من ضحالة محتواها وقيمتها، او اظهارها وكأنها مرض قد تفشى في المجتمع، فسقوط جدار استنادي في احد الشوارع الفرعية في احدى المحافظات، يتم صياغة خبره وكأنه انهيار لجدار برلين، وحدوث مشاجرة بين اثنين من المراهقين يتم تصويرها كحرب اهلية في جنوب السودان، ويتم الاشارة بخط عريض بالانفرادية والحصرية لنشر هذا الخبر.
في المقابل، تختفي الذبابة "الطنانة" عن الساحة ولا نراها في المواضيع التي يجدر الحديث عنها، ويدارى الخبر بطريقة غامضة او مغالطة للحقيقة، او تؤخذ وجهات نظر من طرف واحد دون تقصي الحقيقة من الاطراف الاخرى .
الذبابة الملعونة، يستخدمها البعض ايضا لاغراض التشويق وتحت مسمى " اطلع من بين الخبيزة، شايفك "، اولغايات التشويش على اساس ان" الطلق اللي ما بيصيب بيدوش "، او على سبيل التهويل والمبالغة وبقناعة انها " اذا ما تعكرت ما بتصفى "، وكلها للاسف قد تحدث بتوقيتات حرجة للبلاد، وغير مناسبة لدرء خطر سرب كامل من الذباب في آن واحد. ولانهاء الطنين المزعج الذي قد يؤذي بعض الاطراف ويعكر صفو العلاقات ينبغي مكافحتة من الجميع.
وان أفضل وسيلة للتخلص من الذبابة ، هو “فعسها” ، ثم دفنها…
ولنكتب جميعا على قبرها : هنا ترقد الذبابة الملعونة.