ما لأردوغان في اتفاق سوتشي وما عليه..
سلامة العكور
جو 24 :
في هذه الايام.. يقال الكثير عن اتفاق سوتشي في قمة بوتين ـ أردوغان ..فالأوساط الإعلامية والسياسية الامريكية والاوروبية والتي تدور في فلكها ترى أن الرئيس التركي اردوغان قد نجح جراء حزمه أولا وجراء دعم العالم الغربي له ثانيا في تحقيق مكاسب تخدم موقفه ورؤيته حول الوضع في ادلب ..وتوافق مع بوتين لصالح تجنب هجوم عسكري سوري كبير على ادلب ...مهددا بالإنسحاب من اتفاق أستانة ..وكان قد التقى ممثلين عن روسيا وفرنسا والمانيا في اسطنبول لمناقشة الوضع في ادلب ..محذرا من تدفق عشرات الألوف من اللاجئين إلى اوروبا في حال تم الهجوم السوري على ادلب ..وقد أشادت الادارة الامريكية بموقف اردوغان الحازم أمام بوتين وأيدت اتفاق سوتشي ..بينما الأوساط المؤيدة لجهود روسيا ولدورها في الأزمة السورية ترى أن الرئيس بوتين كان حريصا منذ البداية على منع إراقة دماء المدنيين في ادلب ويبلغ عددهم أكثر من مليونين ونصف المليون مدني ..وحقق إنجازات جوهرية في صالح تحرير ادلب من الارهابيين بدون ضحايا من الجيش السوري ومن عسكره ..
وأهم ما في اتفاق سوتشي هو العمل على إقامة منطقة منزوعة السلاح في ادلب تبعد قرابة "15 ـ 20" كيلو مترا عن الجيش السوري ..على أن يتم إنهاء وجود التنظيمات الارهابية التي ترفض الإمتثال للاتفاق والإلتزام ببنوده وبخاصة الإنسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح وسحب الأسلحة الثقيلة التي بحوزة التنظيمات الارهابية والتي غير مصنفة بأنها إرهابية..
والمهم في اتفاق جنيف ان اردوغان كان قد تعهد بفصل الارهابيين عن " المعتدلين" في ادلب .. وقد اكد لافرنتيف ان تركيا هي المسؤولة عن ذلك ..
اما وان اتفاق سوتشي لم يعلن عن مصير هذه التنظيمات الارهابية والجماعات المسلحة ..ولم يشر الى اية جهة او دولة سيذهبون فان اوساط المعارضة المرتبطة بتركيا اشارت الى ان التنظيمات الارهابية ستخرج من ادلب حتما .. وسيتم توزيعها على مناطق ودول مختلفة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها مصلحة في تجنيدها ضد انظمة لا تدور في فلكها ولا تقبل املاءاتها ..ثم ان الدول التي دعمت هذه التنظيمات الارهابية بالاسلحة والاموال وغيرها لاسقاط النظام السوري مضطرة لنقلها الى دول معادية لها وتسعى الى تفجيرها من داخلها ..
اما اسرائيل فقد عبرت عن رفضها لاتفاق سوتشي بين بوتين واردوغان بشن غارة جوية بالطائرات والصواريخ على ساحل اللاذقية السورية وتسببت باسقاط طائرة استطلاع روسية " اليوشن 20 " وقد حملت موسكو حكومة نتنياهو المسؤولية كاملة عن اسقاط الطائرة ..
من هنا يمكن استنتاج ان تغييرا في العلاقات الروسية – الاسرائيلية قد تحقق وعلى النحو الذي يقلق اسرائيل ويضاعف مخاوفها .. ويمكن القول ان موسكو قد تضطر لتطوير اسلحة الدفاع الجوي السوري وتمكين دمشق من اغلاق الاجواء السورية في وجه الاعتداءات الجوية الاسرائيلية .. وقد تزود دمشق بصواريخ s300 او 5400s ..وهذا مكسب كبير لسوريا ..
والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو هل اردوغان قادر على تنفيذ تعهداته حسب اتفاقي سوتشي وجنيف .. لقد اكد لافرنتيف ان تركيا هي المسؤولة عن فصل الارهابيين عن " المعتدلين" في ادلب.. واذا لم يستطيع انجاز هذه المهمة فان الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة كفيلة بانجاز هذه المهمة ..
وهكذا نجح اردوغان ومعه العالم الغربي وبعض الدول العربية واسرائيل في اطالة امد الازمة السورية ...