jo24_banner
jo24_banner

هل يفعلها حلف «الناتو»؟

سلامة العكور
جو 24 :

وأخيرا تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في حلف الناتو تسعى لتدمير سوريا بمدنها وبمؤسساتها المدنية والحضارية، وليس إسقاط نظام الاسد فقط.. فقد كشف القائد الأعلى لقوات «الناتو» الأميرال جيمس ستافريدس قبل يومين عن اعتزام دول هذا الحلف البغيض القيام بأعمال عسكرية في سوريا على غرارما فعلته قوات الحلف الجوية والبحرية في ليبيا..! وقد أوضح الأميرال ستافريدس أن حلف الناتو قد اتخذ القرار بأنه سيتبع المثال الذي اعتمده لليبيا في العام 2011م.. ونتذكر جيدا ما فعلته قوات حلف الناتو في ليبيا من أشكال الدمار والقتل الجماعي والإبادة للزرع والضرع.
ونتذكر ما أثارته في أنحاء ليبيا من أشكال الفوضى والاضطرابات والصراعات القبلية والجهوية والطائفية والعرقيةالتي لا زالت تنخر في جسد الدولة الليبية حتى اليوم.. إذًا ستتوسع دائرة الحرب الاهلية في سوريا لتصبح حربا اقليمية ودولية..وقد أكد الاميرال الامريكي على إمكانية القضاء على المضادات الجوية السورية أثناء غارات مقاتلات الحلف على أهدافها في سوريا.. وهنا يجب التذكير بأن حلف الناتو قبل حربه الفاشية على ليبيا قد قرر التدخل عسكريا على أساس قرار من مجلس الامن الدولي ودعم دول المنطقة وموافقة الدول الـ«28» الاعضاء في الحلف.. فهل ستوافق روسيا الاتحادية والصين الشعبية على هكذا قرار ضد سوريا..؟ لقد أكدت موسكو وبكين غير مرة رفضهما لأي تدخل عسكري أجنبي في الازمة السورية..وقد استخدمتا «الفيتو» أكثر من مرة ضد هكذا قرارات للتدخل العسكري في الازمة السورية..ولا نخالهما يوافقان على تدخل حلف الناتو عسكريا في حرب مجنونة ضد سوريا.
أما إذا قررت واشنطن وحليفاتها في حلف الناتو شن حرب على سوريا منفردة وبدون قرار من مجلس الامن الدولي فإن احتمالات اتساع دائرة هذه الحرب واردة جدا لتشمل إيران وحزب الله اللبناني ولربما جهات اخرى.. لأن كلا من حكومة طهران وحزب الله قد أكدا تضامنهما التام مع نظام الاسد في مواجهة أي تدخل عسكري أجنبي.. صحيح أن هناك إرهاصات ودلائل تشير إلى احتمال قيام واشنطن وحليفاتها بالتدخل عسكريا في الازمة السورية.. فهي والدول التابعة لها في المنطقة وخارجها تزود المعارضة السورية بالسلاح والمال وبالدعم الاستخباراتي.. وإذا ما تيقنت إدارة الرئيس باراك أوباما من مدى صحة حساباتها ودققت جيدا في عواقب أي حرب مغامرة تشنها على سوريا فإنها قد تتراجع أمام هول العواقب التي قد تنجم عن هكذا مغامرة.
فلن ينسى أوباما مدى صعوبة ثني ايران عن المضي في تطوير برنامجها النووي أولا ولن ينسى أن أساطيل وقواعد بلاده في الخليج العربي على مرمى الصواريخ الايرانية المتطورة.. كما أنه يجب أن لا ينسى نتائج هزائم بلاده العسكرية والسياسية والاخلاقية في العراق وفي افغانستان..
(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير