jo24_banner
jo24_banner

ترامب يؤجج الصراعات في شمال سورية

سلامة العكور
جو 24 :
كتب سلامة العكور - 

بعد قراره بسحب قوات وقواعد بلاده من الأراضي السورية، ظل الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتهدد ويتوعد تركيا حتى بلغ به الشأو أن يهدد بتدمير الإقتصاد التركي فيما إذا مست القوات التركية أكراد الشمال السوري بأي أذى ..مما صعد الخلاف بل النزاع بين واشنطن وأنقرة .. 

تركيا أردوغان حشدت وما تزال تحشد قوات عسكرية كبيرة في شمال وشرق سورية لتوجيه ضربة قاصمة لأكراد "الحماية"ولـ"قسد " بدعوى أنهم إرهابيون وينوون بدعم أمريكي عسكري وسياسي إقامة كيان لهم هناك تمهيدا للإنفصال عن سورية ..وقام وزير الخارجية الامريكي بومبيو بجولة مريبة في المنطقة يدعو لإقامة حلف جديد من دول الخليج العربي ومعها الأردن ومصر +اسرائيل تحت إسم "حلف وارسو"السوفياتي سابقا !!..وذلك من أجل التصدي لإيران وفرض حصار إقليمي أمني وسياسي واقتصادي ضدها باعتبارها عدوا له أطماع في دول المنطقة والعمل على فرض وصايته عليها ..وباعتباره ينشئ تنظيمات إرهابية في لبنان وفلسطين واليمن وغيرها ..

وهذا الحلف الجديد ـ حلف وارسو ربما يوظف في تهديد تركيا أردوغان التي هي عضو في حلف "النيتو"..وقد يكون ترامب قد حزم أمره بالتخلي عن حلف "النيتو" باعتبار أن دول الاتحاد الاوروبي لم تعد طوع بنان إدارته بفرض حصار اقتصادي وتجاري على إيران لكونها ملتزمة بالاتفاق النووي الايراني الذي انسحبت منه أمريكا ترامب ..كل ما سبق يلوح في أفق المنطقة دون أن يجد حتى الآن ترجمته العملية على أرض الواقع وعلى النحو الذي يريح ترامب وحاشيته ..

في رؤيتي الخاصة لا أجد الظروف والمعطيات الكافية والملائمة لتحقيق نوايا وأحلام الرئيس ترامب وأنصاره وعملائه الإقليميين والدوليين ..فتركيا ترامب أمامها مجال واسع للنأي بها عن نفوذ وسطوة ترامب الذي راح يلملم تهديداته ولا يمانع بمنطقة عازلة في شمال سوريا ..أما إيران التي لها علاقات اقتصادية وتجارية هائلة مع روسيا والصين والعراق ودول امريكا الجنوبية ومع دول عربية عدة ومع تركيا ،فإن إجراءات وتهديدات ترامب لها ستذروها الرياح ..فالجميع يعرف أنها دولة متقدمة رغم الحصار الامريكي والاوروبي والدولي المفروض عليها منذ نجاح ثورة الخميني ..

إن هذا الانعطاف الأهوج في سياسة ترامب قبل وبعد الإعلان عن قراره بسحب قوات بلاده من سورية إنما يرمي إلى طمأنة حكومة نتنياهو وإقناعها بحرص واشنطن على حماية أمنها وتحقيق ما تصبو إليه من مصالح وأطماع على حساب الدول العربية وعلى حساب سيادتها على أراضيها ومياهها وثرواتها ..

..وهنا نقول بالفم المليان : إيران ليست هي العدو للأمة العربية ولأقطارها ولقضاياها ولمصالحها ..وإنما اسرائيل هي العدو التاريخي لأمتنا ولأقطارها ولسياستها على أراضيها ومياهها وثرواتها ولقضاياها المصيرية ..اسرائيل هي التي تحتل فلسطين وتحتل أراضي عربية ..وهي التي تشن اعتداءات مستمرة وبدون توقف على سورية ولبننان وفلسطين وعلى قطاع غزة بصورة خاصة ..وهي التي دعمت وسلحت الإرهاب في المنطقة كلها ..وعلى هذا الأساس فلا بد من تغييرات جذرية في السياسة العربية الخارجية ..لا بد من مد الجسور والقنوات العربية نحو إيران لإقامة علاقات متطورة اقتصادية وتجارية وثقافية وأمنية معها ..والتراجع عن سياسة الهرولة المخزية نحو اسرائيل ..المهم الحفاظ على سيادة أمتنا واستقلال قرارها ومصالحها حتى لا تكون أقطارها أدوات تأتمر بأوامر التحالف الإستعماري ـ الاسرائيلي الذي يظن واهما أن بإمكانه تمريرصفقة القرن على شعوب أمتنا تحت أية ظروف ..
 
تابعو الأردن 24 على google news