jo24_banner
jo24_banner

هل ينجح ترامب ونتنياهو في تجزئة سورية؟..

سلامة العكور
جو 24 :
يبدو أن القيادة الاسرائيلية تريد انتهاز تباطؤ انسحاب القوات والقواعد الامريكية من سورية لتواصل اعتداءاتها على مطار دمشق وغيره ..لكن عدوان فجر الأحد قبل الماضي كاد أن يفجر حربا مفتوحة بسبب طول مدته وكثافة نيرانه ..ولعل نتنياهو يظن واهما أن تصعيد العدوان على سورية قد يجبر الرئيس ترامب على التراجع عن قراره بالإنسحاب من سورية ..لا سيما وأن هكذا انسحاب قد يؤدي إلى تغيير توازن القوى الذي تعتمد عليه اسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة وخارجها ..بخاصة وأن روسيا قد زودت سورية بأحدث مضادات الدفاع الجوي ""س300"..وقد كانت اسرائيل تراهن على حضور القوات العسكرية الامريكية في سورية والعراق للعمل على إجبار إيران على سحب قواتها ومستشاريها من سورية ..وتراهن على دعم واشنطن لها سياسيا ودبلوماسيا في المحافل الدولية كي تواصل اعتداءاتها وتنجح في تغيير قواعد الإشتباك مع سورية لصالحها ..وهي تعلم علم اليقين أنها لن تستطيع وحدها بدون أمريكا وحلفائها مواجهة محور المقاومة "سورية ـ حزب الله ـإيران "الذي يحظى بمساندة روسيا ..وليس ثمة شك في أن القيادة الاسرائيلية لا تزال تتذكر هزيمة جيشها على أيدي مقاتلي حزب الله في العام "2006"م ..

لقد دعمت اسرائيل مقاتلي "داعش"و"النصرة" لوجستيا وتسليحا وطبيا قبل هزيمتهم على يد الجيش العربي السوري ..واليوم تشن اسرائيل اعتداءات هستيرية مباشرة على سورية ..لكن عشرات الإعتداءات التي شنتها حتى اليوم لم تحقق شيئا مهما بسبب سقوط معظم صواريخها بالدفاعات الجوية السورية المتطورة ..ومع ذلك فإن سورية وحلفاءها في محور المقاومة قد أكدت أنها سترد بقوة لوقف هكذا اعتداءات جبانة ..ويقول المراقبون أنه لولا انشغال الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة بالحرب المستمرة على الإرهاب لما تجرأت القيادة الاسرائيلية المرعوبة على شن هكذا اعتداءات جبانة ..

أما الآن فإن أمام سورية مهمة مواجهة أطماع أكراد "الحماية" و"قسد" وأطماع الرئيس التركي أردوغان الذي يمارس سياسة المراوغة واللعب المكشوف على الحبلين الامريكي والروسي بأراضي وثروات شمال وشرق الفرات السورية ..وذلك بعد أن قال الرئيس الامريكي ترامب مخاطبا أردوغان :"لقد تركنا سورية لك".. وهي لغة ضالة ومضللة ..ولغة الذي لا يملك للذي لا يستحق ..والأنكى أن أردوغان يتطلع لإقامة "منطقة آمنة "في عمق الأراضي السورية وعلى امتداد الحدود التركية السورية !..لكن لقاءات الرئيس الروسي بوتين مع أردوغان ومع الرئيس الإيراني قد تلزم أردوغان باتفاقي أستانة وسوتشي .ولا أخال بوتين الذي مكنته سورية من الوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط يمكن أن يخذل سورية ..

واللافت أن الدول العربية التي تدور في الفلك الامريكي لم تندد بالإعتداءات الاسرائيلية على سورية الشقيقة ..فهي منشغلة بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل وبالعمل على كسب رضا الرئيس ترامب ..وهو كسب مكلف جدا ..على أي حال فإن القيادة السورية ما انفكت تؤكد مرارا وتكرارا أنها عازمة على تحرير كل شبر من الجغرافيا السورية ..وعازمة على الحفاظ على سيادة سوريا وعلى وحدة أراضيها ووحدة شعبها ..وهي لن تفرط بشبر واحد من الجولان المحتل الذي تسعى اسرائيل لدى واشنطن ولدى حلفاء واشنطن لضمان ضمه لكيانها العنصري ..
 
تابعو الأردن 24 على google news