كُفته بطحينية
أحد القضاة في امريكا ويدعى "ريموند" رن هاتفه الخلوي في قاعة المحكمة فحكم على نفسه بتهمه "ازدراء المحكمة " ودفع على الفور (25) دولارا كغرامة مالية.
الخلوي رن في غفلة منه، لكنه لم يرّد، ولم يقطع جلسة المحكمة امام مرأى الجميع، ولم يختلس لحظة حديث جانبي .
رن الهاتف فقط ، فحاكم نفسه على ذلك .
ترى من كان المتصل؟
لربما كانت زوجته وام "عياله" تخبره عن احتياجات المطبخ لهذا اليوم:
ألو ، ها يا مره ، شو في ... كيف؟، بدك طحينية كسيح، وكفتة عجل بلدي ...وأيش ...بطاطا، استني شوي خليني أجيب قلم ..."
والجميع يبحث في جيبه عن قلم وينصت للمكالمة منتظرا انتهاء الطبخة على خير.
"شكلك طابخة...كفتة بطحينية .! يقول "ريموند" وكأنه اكتشف سراً خطيرا.
" ها ...لا، لا مش متأخر، قضيتين عالسريع وجاي."
هل كانت فعلا زوجته على الخط الآخر؟ ربما ، لكن اغلب الشهود اكدوا ان المتصل كان رجلاً:
أهلين يابه مايكل، انا في محاكمة هسا، شو بدك ؟ ....مصاري ، ولك ما صارلي موديلك ميتين دولار الاسبوع الفايت ، ...يِقطع هالدراسة اللي قرفتني فيها ،،،،، متى ؟ عشرين الشهر . هوا شو اليوم ؟.
ويتبرع عشرة اشخاص من حوله لاخباره عن التقويم الميلادي والهجري.
كم مرة رن الهاتف قبل ان يسكته "ريموند" بحرج شديد، رنتين، ام رنة واحدة ؟.
وما النغمة التي صدحت بها قاعة المحكمة انذآك؟ هل كانت "يا سعد لو تشوف البراقع، شيب ما اني بشايب ...!"
اجزم ان خدود "ريموند" قد احمرت خجلا وارتبك، لاعناً صديقه "ابو رنّه" بسره، ولتسود بعدها فوضى عارمة في القاعة قبل ان "يخبط " بشاكوشه الخشبي على الطاولة لاعاده الهدوء.
لماذا لم يعتبر ريموند الحادثة وضعا عاديا ويغض البصر عنها، ويغادر المحكمة لتناول الكفتة البلدية التي بردت في انتظار قدومه؟.
ما موقف المتنازعين وبقية الشهود من ريموند؟، هل سخروا منه وتندروا :
"صحيح انو واحد "مزدري"، وصلت معه لحد هيك يازلمة، يرن تلفونه بقاعة المحكمة، والله اللي استحوا ماتوا .."
ما الذي سيقوله زملاؤه في المهنه :" ريموند ....، أبو القانون ! ، يا حيف" .
هناك فتاة طابعة تجلس عادة بجانب "ريموند"، لم تجرؤ قط على النظر بعينيه، هل تفعلها هذه المرة ؟ لقد اخرجت تلفونها امامه وبعثت برسالة نصية لصديقتها. هل يعقل ذلك!
لماذا ، كيف ، متى، اين ، .. ؟ !
لقد تعبت من الاسئلة والتعجب.
سأدع المجال لكم لتكملوا مع "ريموند".
لكن حذار ان تؤخروا الرجل، فلديه صينية كفتة جاهزة في الانتظار.