jo24_banner
jo24_banner

التوافق في العراق على المواطنة هو الحل

سلامة العكور
جو 24 : لا يمر يوم واحد إلا ويسقط عشرات القتلى والجرحى في مختلف المحافظات العراقية وبخاصة في العاصمة بغداد..وهذا الوضع الأمني المتداعي ناجم عن حروب طائفية ومذهبية وعرقية متفرقة تستنزف الشعب العراقي بجميع مكوناته، وتأتي على بناه التحتية والفوقية وعلى مرافقه ومؤسساته المدنية وعلى مواقعه التراثية الحضارية..فالصراع بين الطائفة الشيعية المسيطرة على سدة الحكم وبين الطائفة السنية المهمشة والتي هي عرضة لثأرات قديمة ومتجددة إنما هو الأساس في زعزعة الأمن والاستقرار..ثم أن الصراعات المذهبية والعرقية تؤزم الوضع الامني وتشحن الاجواء وتستنزف طاقات العراقيين وقدراتهم على مختلف الصعد..وقبل يومين فقط من انتخابات مجالس المحافظات وقع تفجير استهدف مقهى في منطقة العامرية في غرب بغداد سقط فيه 27 قتيلا وأصيب 50 بجروح.. وفي 14 آذار الماضي شنت ميليشيا مجهولة هجوما على وزارة العدل العراقية وسقط فيه 30 قتيلا..
وعلى ذكر انتخابات مجالس المحافظات، فإن الانتخابات تجري للفوز ب 378مقعدا موزعة على مجالس 12 محافظة من اصل 18 محافظة.. وقد تم تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى لفترة تزيد عن ستة أشهر بسبب الظروف الامنية المتدهورة فيهما..أما الانتخابات في بقية المحافظات فلها شأن آخر.. الحكومة العراقية ما انفكت تدعو لتحقيق الوحدة الوطنية..ولكن هذه الدعوة غير مقترنة بالفعل..فهي تعمل على اجتثاث حزب البعث بدعوى أن له ميليشيات تقاوم نظام الحكم..وثمة دعوات من مصادر سياسية وحزبية وعشائرية مختلفة لتحقيق الوحدة الوطنية.. ولكن لم تتحقق ولو خطوة واحدة في هذا الاتجاه..فالتفجيرات التي يسقط فيها عشرات القتلى والجرحى تتسيد المشهد في العاصمة وفي مختلف المحافظات.. ولا سيما في مناطق غرب العراق.. حيث الطائفة السنية تشكل الغالبية هناك..أما في شمال العراق حيث يحكم الاكراد انفسهم بانفسهم ويتربصون الفرصة المناسبة لإعلان الانفصال عن الجمهورية العراقية..فالخلاف بينهم وبين حكومة بغداد على أشده.. إن أسباب الامن والاستقرار وفرص التنمية والتقدم لن تتحقق في العراق طالما أن نظام الحكم يقوم على الطائفية والمذهبية والعرقية..وطالما أن الصراعات هناك ناشبة لاسباب طائفية بالدرجة الاولى..فالوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق لن تتحقق إلا على أساس المواطنة.. وعلى اساس ان الوطن ومقدراته وثرواته وموارده للجميع..وهذا لن يتأتى إلا بفتح أبواب الحوار الوطني الشامل الذي يشارك فيه جميع الطوائف والمذاهب والاحزاب السياسية والواجهات العشائرية للتوافق على أن المواطنة هي أساس ومحور وجوهر الوحدة الوطنية..وهي اساس الانتماء للعراق ولأمته العربية ..الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير