دقة ألماني
الاستعراض العسكري الذي أداه جماعة الاخوان المسلمين، والذي اثار حفيظة الكثيرين بين مؤيد ومعارض، ذكرني بطابور المدرسة، عندما كان استاذ الرياضة يجهد في ضبط الصفوف مستقيمة والخطوات متناغمة عند المسير، مع الاخذ بعين الاعتبار استبعاد طويلي القامة لمؤخرة الصف، اما من قصرت قاماتهم فكان حظهم ان يكونوا دائما في مقدمة الصفوف، ومع كل الجهد الذي كان يبذله الاستاذ الا ان خطوة خاطئة لاحد الطلاب كفيلة بافساد كل الطابور.
في مسيرة الجمعة، استوقفتني لقطة لأحد الشباب الذين مشوا بمشية عسكرية، كان قصير القامة و"مربوع" ولا يلبس "بوط" رياضة وشماغ كباقي زملائه، ومع هذا فقد كان في مقدمة الصفوف. وجه الشاب يوحي بأنه قد تفاجىء بالعرض العسكري، الامر الذي ادى الى "لخبطة" ايقاع خطواته، لربما انه قد جاء متأخرا عن المسيرة، ولكن المعلم قد خاطر باشراكه لغاية في نفس يعقوب.
تأخرت يا أخ عزيز، العرض رح يبلش. وين بوطك؟؟
اي عرض، ما حدا قالي، النية انها كانت مسيرة عادية.
لا يا أخي، تغيرت الخطة، على كل حال انضم للشباب بسرعة، بدي همة!
وينضم الاخ "عزيز" الى المسيرة بهمة غير معهودة، ويبدأ بتنفيذ الخطوات كما يريد المعلم يعقوب ولكن بلا جدوى، هل يشعر زملاؤه بالغيرة للمعاملة الخاصة التي يحظى بها من المعلم، هل تفاجأوا بعجزه الواضح عن تقليد الخطوات؟ ليس مهما، فلا وقت لديه لذلك، سيتقن هذه الخطوات ويثبت ليعقوب انه رجل يعتمد عليه.
يمعن "عزيز" بعدها في حركات الارجل، لكنه يفقد التناغم في كل لحظة يتحرك فيها الصف، هزّات رأسه المتتابعة مع كل خطوة الى الامام وانحناءاته توحي بأنه قد خاض تجارب عديدة في الدبكة ،هل يعقل ان يكون دبيكاً؟
من المرجح، ولعله قبل عرض المعلم للانضمام على استحياء، وزاد الطين بلة غياب الموسيقى التي لا يستطيع الحركة من دونها. ما هي نقطة ضعفه التي تعكر عليه الاستعراض ؟
كيف سنساعد الاخ "عزيز" في تخطي محنته وتبييض وجهه امام المعلم في الاستعراضات القادمة :
1- تزويده ببوط رياضة وشماغ كباقي الاخوة.
2- تشغيل اغنية "دقة الماني" للشاعر عمر العبداللات.
5- اقناع المعلم بتغيير المسمى الوظيفي له .
6- جميع ما ذكر