صفقة القرن لن تمر ..والقضية الفلسطينية عصية على تآمرهم
سلامة العكور
جو 24 :
ليس ثمة شك في أن أهم وأبرز قضايا ومواضيع الساعة في المنطقة هي القضية الفلسطينية و"صفقة القرن" ..وقد جاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليغتصب من أمتنا العربية القدس والجولان ولربما الضفة الغربية وأراض أخرى تطلبها اسرائيل ..وهذا يعني أن عملية السلام ومبادرات السلام والسلام نفسه أصبحت وراء ظهورنا ..وذلك في عملية تحدي أمريكي ـ صهيوني سافر ووقح ..وينطوي على استخفاف تام بالميثاق الدولي وبالشرعية الدولية ..حيث راحت الإدارة الامريكية وللمرة الأولى تعلن نهارا جهارا وبصراحة غير مسبوقة عداءها للشعب الفلسطيني وللأمة العربية وشعوبها ودولها وبدون استثناء ..وقد كانت في عهد الإدارات السابقة تتكتم على عدائها لأمتنا وتظهر صداقة لفظية عبر تصريحات وأحاديث لا تقنع سوى المغفلين ..أما اليوم فقد تنبهت الشعوب العربية وأدركت بأحزابها وقواها الحية وفعالياتها النقابية والشعبية أنها أمام تحديات خطيرة داهمة ..وتلح للتصدي والمواجهة الشجاعة وشن أشكال الكفاح وعلى النحو الذي تستطيع فيه الحفاظ على الحقوق العربية وتحرير الأراضي والمياه والثروات العربية من قبضة الإحتلال الاسرائيلي الفاشي ..
ويترتب على امتنا بجميع قواها الحية والفاعلة اولا وقبل كل شيء العمل على اجهاض وافشال صفقة القرن ..لتظل القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على رأس ثوابت الامة..
وعلى الشعوب والقوى والفعاليات المعنية مباشرة بالقضية الفلسطينية وبصفقة القرن توحيد قدراتها وطاقاتها وامكاناتها الكفاحية الصاعدة لكبح اطماع نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف في الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية ..ومحاصرة وتطويق اسرائيل من جميع الجهات..اي برا وبحرا وجوا ..
كما ان عليها التصدي بحزم وقوة لدعاة التطبيع والمطبعين مع العدو الاسرائيلي ..وعليها ايضا العمل على كل ما يمكن ان يحد من غلو وغلواء سياسة الرئيس ترامب العنصرية وكف يده عن القضية الفلسطينية وعن قضايا الامة واجباره على عدم المضي في اصدار القرارات اللفظية التي تدغدغ اطماع اليمين الاسرائيلي الاحمق ..
لقد اجهضت المشروع الامريكي – الصهيوني الرامي لتقسيم وتجزئة الدول العربية المحورية ..
وان الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ومعه الشعب الاردني العظيم ومعهما الشعوب العربية الابية وقوى المقاومة الحية لن تسمح بمرور صفقة القرن وبمرور اي حلول امريكية تلبي اطماع اليمين الاسرائيلي الفاشي..
وان الكلام اللفظي او الخطة المرسومة على الورق لضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني واجبار الشعب الفلسطيني على مغادرتها لتوطينه في الاردن سيظل كلاما تذروه الرياح العاتية ..فالشعبان الاردني والفلسطيني يقظان تماما ولن يسمحا بتحقيق اطماع نتنياهو اليمين الاسرائيلي العنصري ..واذا كانت الدول العربية المحورية مثل العراق وسوريا ومصر منشغلات في مكافحة الارهاب فانها ستهيل التراب عاجلا ام اجلا على قرارات ترامب التي لن ترى النور ابدا ..
والذي يبعث على التفاؤل هو ان امبراطورية ترامب الاستعمارية العنصرية ليست قدرا وهي الى انحسار في نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي ..وان العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على الدول التي ترفض الاذعان لاملاءاتها تتآكل يوما بعد اخر وما عادت تخدم حتى الولايات المتحدة الامريكية نفسها..
اما ما يتسرب من انباء ومعلومات عن الاعلان عن "فيتو عربي" بقيادة الادارة الامريكية او باشرافها وبمشاركة اسرائيل سيظل كلاما في كلام ولن يرى النور ابدا ..فالمنطقة تعج بتحركات ونشاطات وعمليات نهوض شعوبها وقواها الفاعلة المؤهلة لمقاومة اي مشروع امريكي – صهيوني واجهاضه ..