تحرير إدلب خطوة كبرى نحو إنهاء الأزمة السورية..
سلامة العكور
جو 24 :
إدلب التي يقطنها ما ينوف على الثلاثة ملايين مدني والتي تعج بعشرات آلاف الإرهابيين وغالبيتهم من "جبهة النصرة"،باتت محور صراع متعدد الأطراف ..فإدارة الرئيس ترامب تعمل على منع الجيش العربي السوري من شن حرب شاملة على الإرهابيين فيها ..والرئيس التركي اردوغان يناور ويراوغ ويتحايل منذ شهور كي لا يفي بالتزاماته باعتباره جهة ضامنة للتخلص من الإرهابيين هناك ..وفوق ذلك فهو يدعم جبهة النصرة والتنظيم التركماني وتنظيمات إرهابية أخرى وأدخل قوات عسكرية مسلحة ومؤللة لفرض شروطه التي تشي بأطماعه العثمانية في الأر اضي والثروات النفطية والغازية في الشمال السوري ..وسواء إدارة ترامب ومعها حكومات الإتحاد الاوروبي أو تركيا أردوغان أو الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة فهي تسعى جاهدة لمنع الدولة السورية من استكمال تحريركامل الجغرافيا السورية من الإرهاب ومن المحتلين مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا ..وهم جميعا يعملون على إطالة أمد الأزمة السورية على الأقل والمخفي أعظم .. وإدارة الرئيس ترامب بعد إعلانها غير مرة الإنسحاب من سورية تراجعت تحت تأثير حلفائها وأتباعها في المنطقة وبخاصة اسرائيل ..ولكنها مستعدة لخوض حروب الفوضى البناءة أو الحروب الناعمة أو حروب الوكالة ..ولذلك فإن " صفقة القرن " على الطريق ..والدعم الامريكي لإسرائيل لتهويد القدس والجولان السوري المحتل ولربما الضفة الغربية من أرض فلسطين خطوات مدروسة لتمرير صفقة القرن المشؤومة ..ويصعب على الكثيرين الإقتناع بأن القدرات الامريكية العسكرية والإقتصادية تتراجع ..وأن أشياء كثيرة قد تغيرت في الداخل الامريكي وفي الخارج ..لقد فشلت أمريكا في العراق وفي لبنان وفي أفغانستان ..وهي تحاول تغطية فشلها أو التعويض عنه بفرض العقوبات على عشرات الدول في الشرق وفي الغرب ..
وبالعودة إلى إدلب فإن روسيا تستنكر بقاء القوات والقواعد الامريكية على الأراضي السورية ..وترفض بقاء الإرهاب في إدلب ..وكذلك إيران وهي من الدول الضامنة مع روسيا وتركيا حسب قرارات قمتي أستانة وسوتشي للقضاء على الإرهاب في كل سورية ..وقد أعلن الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف رفضهما لبقاء الإرهابيين في إدلب وفي شرق الفرات ..لا سيما وأن الإرهابيين يعتدون بأسلحتم المدفعية والصاروخية على المدنيين في إدلب وفي أرياف حماة وحلب ..
ولهذا كله فإن شعوب المنطقة والمجتمع الدولي بانتظار نهاية عاجلة للأزمة السورية ..وبانتظار أيام تعد على أصابع اليدين أو أكثر قليلا أو أقل لكي يدخل الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة إدلب ويخوض فيها معركته الكبرى ضد الإرهابيين حتى تحريرها ..وبعد ذلك تحرير شرق الفرات وغربه من المحتلين الأمريكان ٍٍوالأتراك وغيرهم ..وصولا إلى انتصار سورية على الإرهاب وداعميه ..
على أي حال لقد خاضت سورية حربا كونية ضد الإرهاب استمرت ثماني سنوات ذودا عن الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة ..وبتضامن سورية والعراق وبصمودواستبسال الشعبين الأردني والفلسطيني فإن صفقة القرن لن ترى النور ولن يفرح بها نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف أبدا ...