2024-06-17 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العدوان على غزة ..وأوهام نتنياهو بتحقيق "صفقة القرن"..

سلامة العكور
جو 24 :


تصعيد العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة وتدمير عشرات المنشآت المدنية والمنازل والمشافي والمساجد والمدارس وقتل وإصابة عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين ،إنما هو عمل إرهابي مدروس ويحظى بتأييد وتشجيع ودعم الرئيس دونالد ترامب ..

قد تختلف قراءات مراقبين ومحللين سياسيين وعسكريين حول أهداف هذا العدوان الهمجي .. فمنهم من يرى أنه يهدف إلى إضعاف حكومة حماس وإجبارها على الكف عن الاستمرار في مسيرات العودة ..والكف عن استخدام البالونات والطائرات الورقية الحارقة التي تلحق أضرارا كبيرة بمزارع المستوطنين الصهاينة ..ومنهم من يرى أن العدوان يمهد لاجتياح القطاع وإنهاء المقاومة هناك ..والبعض الآخر يرى أن نتنياهو وحسب تعهداته في حملته الإنتخابية يريد تدمير منصات صواريخ حركتي حماس والجهاد الاسلامي وعدم تمكينهما من تهديد المستوطنات ..وأما البعض الآخر فيرى أن هذا العدوان يرمي إلى إجبار حكومة حماس والمقاومة في ٍٍغزة على القبول بالشروط الاسرائيلية لتحقيق "التهدئة" الدائمة وعدم القيام بأي نشاط فاعل ومؤثر ضد "صفقة القرن"..أي أن لهذا العدوان هدفا سياسيا يريد نتنياهو تحقيقه لإزالة كل ما يمكن أن يعطل خطوات تحقيق "مؤامرة القرن"..ٍٍٍٍلكن هذا العدوان الفاشي قد مني بالفشل ولم يحقق أيا من أهدافه ..وذلك على غرار الإعتداءات السابقة التي زادت المقاومة إصرارا على التصدي لممارسات الإحتلال العنصرية الوحشية في القطاع وفي الضفة الغربية ..لا سيما سياساته التوسعية ـ الإستيطانية ..

فصائل المقاومة في القطاع ترد على العدوان الجوي والبري والبحري الصهيوني بإطلاق عشرات بل مئات الصواريخ النوعية على المستوطنات ..حيث سقط من المستوطنين قتلى وعشرات الجرحى ..وسترد الفصائل على التصعيد الإسرائيلي بتصعيد أقوى بحيث يطال العمق الاسرائيلي من مدن ومطارات ومنشآت عسكرية وغيرها ..وستظل صواريخ المقاومة الباسلة تضيء بنيرانها مستوطنات اليمين العنصري المتطرف حتى رفع الحصار الجائر على القطاع ..وقد تقصف المدن بما فيها تل أبيب ..وتلقن نتنياهو واليمين العنصري النتن درسا بليغا لن ينسوه ..لكن الأمر المؤسف بل المحزن في هذا المشهد هو كلام أوساط عربية رسمية متطابق مع كلام رهط الرئيس ترامب بأن اسرائيل تدافع عن نفسها أمام عدوان حركة حماس !..والمخزي أن العواصم العربية لم تندد بهذا العدوان الوحشي على غزة ..بل راح بعضها يهرول نحو تل أبيب لإقامة علاقات مريبة معها لدعم "مؤامرة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية ..وهنا لا بد من التأكيد على أن الإنقسام الفلسطيني والتنسيق الأمني المشؤوم بين الإحتلال والسلطة الفلسطينية قد شجعا ويشجعان اليمين الفاشي الاسرائيلي على مواصلة أشكال العدوان على القطاع وعلى الضفة الغربية واعتقال عشرات المناضلين بصورة يومية ..

يبقى أن نؤكد أن عدم قيام حركتي حماس وفتح بإنهاء هذا الإنقسام والمباشرة الفورية بتحقيق الوحدة الوطنية ثم وضع برنامج كفاحي موحد لتصعيد كافة أشكال النضال ضد الإحتلال فإن ترامب سيمضي قدما لتنفيذ صفقة القرن .. وقد يأتي هو أو غيره بصفقات أكثر خطرا من صفقة القرن ..إن الشعب الفلسطيني المتمسك بقوة بثوابته الوطنية لن يفرط بحقوقه الوطنية تحت أي إغراءات أو تهديد ..وأن على فصائل المقاومة وجميع القوى السياسية والفعاليات الشعبية التصدي بحزم لمؤامرة القرن وإفشالها ..وأن تضامن سورية والعراق واستبسال الشعبين الأردني والفلسطيني كفيل بإجهاض هذه الصفقة ـ المؤامرة ..
 
تابعو الأردن 24 على google news