طبول الحرب الامريكية ـ الإيرانية من إرهاصات "صفقة القرن"..
سلامة العكور
جو 24 :
طبول الحرب التي تقرع بالمنطقة ضربة واحدة على الطبل واثنتان في الهواء ..حيث أن ثمة تردد لدى إدارة الرئيس ترامب ..قبل أيام كانت تهديداتها بشن حرب على إيران تملأ الرحب وفي تصعيد ملحوظ ..لكن اليوم ثمة تراجع في الموقف الامريكي الرسمي نحو الحرب ..وثمة انقسام ملحوظ في الكونغرس الامريكي بشأن الحرب ..فمنه من ينادي بتخفيف التصعيد مع ايران ولا يؤيد الحرب ..ومنه من ينادي بشن الحرب ضد ايران متأثرا بالضغوط الاسرائيلية وبضغوط دول الخليج أو بعضها ..ومستشار الرئيس جون بولتون هو الأشد حماسة لشن الحرب على ايران ..وحلم نتنياهو واليمين الاسرائيلي هو قيام الولايات المتحدة الامريكية بشن حرب محدودة على ايران وبالقدر الذي يسقط ليس حكومتها فحسب بل يسقط نظامها الجمهوري الاسلامي ..والرئيس ترامب نفسه مرة يصرح بشن الحرب على ايران ومرة أخرى يصرح بعدم شن الحرب ..منتظرا هاتفا من حكومة طهران بتأييد المفاوضات مع إدارته ..وعندما طال انتظاره لجأ إلى الرئيس السويسري طالبا منه توصيل رقم هاتفه إلى حكومة طهران لعلها تتصل به وتوافق على إجراء مفاوضات مع إدارته !.. لكن كبار المسؤولين الايرانيين ما انفكوا يعلنون رفضهم التفاوض مع إدارته ولا يثقون بها.. مؤكدين أن لدى بلادهم من القدرات العسكرية ما يمكنها من مواجهة قواته وقواعده العسكرية وحاملة طائراته وأساطيله التي جاءت إلى مياه الخليج ..وأن بلادهم بصدد إغلاق مضيق هرمز إذا ما لزم الأمر ..ٍثم سارع ترامب وحسم الأمر بإبلاغ وزير دفاعه شخصيا بأنه لا يريد حربا ضد إيران وعلى البنتاغون أن يتصرف تحت هذا السقف .. المهم أن ترامب لم يعبأ ولم يهتم برأي المستشارين من حوله ..
وهنا سؤال ملح على بال الكثيرين وهو لماذا تراجع ترامب عن موقفه رغم كل ما تملكه بلاده من إمكانات وقدرات عسكرية وسياسية واقتصادية ؟..ويرى كاتب هذه السطور في الإجابة على هذا السؤال مايلي :ـ
أولا الإنقسام في اوساط البيت الأبيض وفي الكونغرس ومع البنتاغون حول
ثانيا ـ لم تدخل أمريكا أي حرب بمفردها ..بل كانت تحشد حلفاءها وأتباعها للمشاركة في الحرب ..وحربها ضد أفغانستان وضد العراق تدل على ذلك ..وقبل ذلك ضد فيتنام واليابان وغيرهما ..لكنها هذه المرة تجد نفسها معزولة عن حلفائها في أوروبا .. فالإتحاد الأوروبي يرفض الحرب على ايران ..بل ويرفض الحصار الاقتصادي والتجاري على ايران ..كما أن المجتمع الدولي يقف ضد هكذا حرب عبثية على غرار الحرب على العراق ..فالصين وروسيا دعتا واشنطن إلى وقف هذا التصعيد الأمني في المنطقة ..
ثالثا ـ لقد اجتمع ترامب مع خبراء عسكريين امريكيين وأصدقاء وأطلعوه على قدرات ايران العسكرية ..مؤكدين أنها قدرات لا يستهان بها إطلاقا ..ولديها جهوزية للمواجهة ..وأنها عازمة على إغلاق مضيق هرمز إذا ما لزم الأمر ..ما يسبب أزمة خطيرة للملاحة الاقليمية والدولية ..وكانت وسائل إعلام وصحافة امريكية وبريطانية كالواشنطن بوست والغارديان قد نوهت بأن منطقة الخليج العربي ستكون ساحة هذه الحرب إذا ما نشبت ..وأن حرائقها ستصل اسرائيل حتما..وأن محور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي أبدا ..ناهيك عما يمكن أن تسببه الحرب من جنون في أسعار النفط والغاز ..والله تعالى يسلم منطقتنا من شرور الحمقى الطامعين في مقدراتها ..ٍويرى المحللون السياسيون أن كل ماشهدته المنطقة من أشكال الصراعات والحروب والتوتر حتى الآن ما هي سوى إرهاصات لصفقة القرن ـ مؤامرة القرن ..