jo24_banner
jo24_banner

هل للتنازلات العربية نهاية..؟!

سلامة العكور
جو 24 :

يبدو أن مسلسل التنازلات العربية عن الحقوق الوطنية والقومية وعن الثوابت الفلسطينية والعربية لإسرائيل ليس له نهاية.. يوم الاثنين الماضي أكدت جامعة الدول العربية أنها مستعدة للقبول بحدود 1967 مع تعديلات تترجم في اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على تبادل أراض!!.. وقد رحبت الادارة الاميركية بهذا التغيير الذي أدخلته الجامعة العربية على مبادرتها للسلام.. حيث أشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لقاء مع الصحفيين بهذه الخطوة التي وصفها بالكبيرة جدا إلى الامام.. مشيرا إلى المقترح العربي الأصلي الذي لم يشر إلا إلى خطوط 1967م فقط.. لم يستغرب أي مراقب إقليمي أو دولي أن هذه التغييرات على مبادرة السلام العربية هي بالاساس كما التغييرات السابقة من صنع أميركي..فالإدارات الاميركية المتعاقبة جهدت ومارست ضغوطا قاسية على السلطة الفلسطينية وعلى العواصم العربية التي تدور في فلكها لتقديم التنازل تلو الآخر لإسرائيل.. ورغم ذلك فإن أطماع اسرائيل في الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية ليس لها حدود.. فهي تطالب باستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بدون شروط مسبقة..أي بدون البحث في قضيتي القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.. فحكومة بنيامين نتنياهو تصر على أن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لاسرائيل.. وانه ليس ثمة مكان في اسرائيل يستوعب اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا على امتداد عمر الدولة العبرية..تشجعها في ذلك الادارات الاميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي..وحتى اوباما الذي ظهر في خطابه في القاهرة في مطلع ولايته الاولى أنه يدعم السلام العادل والدائم ويدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة قد أرغم على التراجع وراح يدعم الشروط الاسرائيلية.. فقد أيد استئناف المفاضات في حين أن عمليات الاستيطان على قدم وساق مطالبا التجاوز عنها..ولطالما طالب بإجراء تغييرات على مبادرة السلام العربية وعلى النحو الذي يشجع اسرائيل على القبول باستئناف المفاوضات.. ومارس ضغوطا سياسية واقتصادية قاسية وما زال لإفشال مشروع المصالحة الوطنية مع حركة حماس في قطاع غزة الذي فرضت عليه واشنطن وحليفاتها في الحلف الاطلسي حصارا غير مسبوق في بشاعته ولا انسانيته..على أية حال نأمل في أن تكون ثمة نهاية لمسلسل التنازلات العربية ويكون تعديل مبادرة السلام العربية بتبادل اراض وهو تعديل خطير ليس له ما بعده.. حيث ينبغي التمسك بالثوابت الوطنية والقومية قبل أفولها..
الراي

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير