سلامة العكور يكتب: اليمن ستفرض السلام بتفوقها العسكري فقط
سلامة العكور
جو 24 :
المشهد الحالي في المنطقة حيث التوتر بلغ ذروته ينذر بنشوب حرب محدودة أو مفتوحة ..وهذا التوتر ظهر جليا منذ البداية عندما أعلن الرئيس ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني ..وقد تصاعد هذا التوتر وازداد خطورة عندما رفضت ايران التفاوض مع إدارة ترامب ..ما دفعه لفرض حصار وعقوبات اقتصادية قاسية عليها ..وشهد هذا التوتر تصعيدا أشد خطورة عند احتجاز بريطانيا ناقلة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق ..وإصابة سفن وناقلات نفط قرب بحر عمان ..وكذلك عند مصادرة ايران لناقلة نفط بريطانية وإسقاط طائرة تجسس مسيرة امريكية متطورة اخترقت سيادة ايران ..كما ازداد التوتر ضراوة أكثر فأكثر جراء الضغوط الخليجية والدفع الاسرائيلي المستمرين لإزاحة الادارة الامريكية عن ترددها ودفعها لشن حرب على ايران ..لاسيما وأن ايران وسورية قد فتحتا الطريق للعودة الروسية إلى المنطقة ..مما أغضب الرئيس ترامب فراح يتهدد ويتوعد ايران بالثبور وبعظائم الأمور ..وفي هذه الأثناء شهدت الحرب على اليمن تصعيدا أثار قلق ومخاوف المجتمع الدولي ..وجاءت الهجمات اليمنية على منشآت نفطية سعودية " شركة ارامكو "لتؤجج غضب الدول الاستعمارية الغربية الكبرى مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا وأتباعها وعملائها في المنطقة ..علما بأن خمس سنوات من الحرب على اليمن أبيد فيها مئات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل لم تحرك ساكنا لدى هذه الدول الكبرى ومعها المجتمع الدولي الذي تنطق باسمه ..وهذه الدول الكبرى ومعها دول خليجية قد اتهمت ايران بأنها وراء الهجمات على منشآت أرامكو ..فنشطت الإتصالات فيما بينها للتوصل إلى نوعية ردها الجماعي على ايران ..بينما ايران التي رفضت هذه الإتهامات ونفت تورطها في ذلك أعلنت أنها سترد بكل قوة على أي اعتداء أمريكي ـ خليجي ـاسرائيلي على سيادتها ..مؤكدة بأن أي اعتداء عليها سيشعل حربا مفتوحة وشاملة في المنطقة ..وقد فاجأ الرئيس ترامب حلفاءه والمجتمع الدولي بأن بلاده لاتريد شن حرب على ايران ..مكتفية بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها وعلى البارزين من قادتها .. ويرى المراقبون وأطراف محور المقاومة أنه في حال تعرضت ايران لأي عدوان من الحلف الامريكي ـ الخليجي ـ الاسرائيلي فإن محور المقاومة الذي يضم كلا من ايران وسورية وحزب الله اللبناني وقطاع غزة والحشد الشعبي العراقي سيرد بحرب شاملة تشعل المنطقة برمتها ..ومن الواضح أن الرئيس ترامب الذي لم تستطع قواعد بلاده العسكرية في الخليج حماية السعودية والامارات لايزال يتطلع إلى نهب ثرواتهما بالإبتزاز ..كما أنه يريد استغلال دول الخليج العربية وغيرها من الدول التابعة لتمرير "صفقة القرن "..
وهنا يجب القول أن الإحتلال الامريكي للعراق وتدمير ليبيا والحرب الكونية على سورية والحرب على اليمن والحرب المستمرة على غزة وهذه الهجمة القاسية الفاشية الراهنة على ايران كل ذلك هو تمهيد في خدمة "صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية ..لكن صمود الشعب الفلسطيني أولا وصمود أطراف المقاومة وتطور قدراتها القتالية وصولا إلى الانتقال في المواجهات إلى مرحلة ردع جديدة وقواعد اشتباك جديدة يختل فيها ميزان القوى تدريجيا لصالح محور المقاومة إنما يبشر بانتصار هذه الأمة المجيدة ..وإن غدا لناظره قريب ..