مؤشرات ساطعة لبزوغ فجر نظام عربي جديد

الوضع في المنطقة على حافة الهاوية ..فإما أن يزحلقه أطراف العدوان الامريكي ـ الاسرائيلي ـ الخليجي على اليمن والعراق وسورية وليبيا ولبنان نحو قعر الهاوية ،وإما أن يتراجعوا متعضين من تداعيات ونتائج فشلهم على مختلف جبهات المواجهة السياسية والعسكرية ..وانتصار محور المقاومة بقدراته الفدة على الصمود والتصدي لبرامجهم وخططهم الاستعمارية ـ الصهيونية ـالرجعية المعادية لأمتنا العربية ولشعوبها وقواها التحررية ..لقد فشلت الإدارة الامريكية ومعها اسرائيل ورجعيات عربية متورطة في علاقات مريبة مع اسرائيل في تحقيق أهدافها في العراق ..فلم تستطع تجزئته إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة ..وفشلت في إثارة الفوضى وأشكال البلبلة في لبنان ..كما فشلت في إسقاط النظام السوري وفي تجزئة سورية وتمكين التنظيمات الارهابية والطامعين في الثروات السورية أمثال أمريكا ودول "الناتو"وتركيا اردوغان من تحقيق أحلامهم ومآربهم المريضة ..وهاهم يفشلون في اليمن ـمقبرة الأناضول ـ فشلا ذريعا ويتوسلون التهدئة أو الهدنة بعد ضرب شركة "أرامكو" السعودية واسر ئلائة ألوية عسكرية بآلياتهم الحديثة ..ما يؤشر إلى حتمية انتصار اليمن ودحر فلول قواتهم من ساحة المواجهة ..كما فشلوا في محاولاتهم للسيطرة على الملاحة في مضيق هرمز وبحر عمان والبحر الاحمر ..وتراجعوا عن نواياهم المبيتة لشن الحرب على ايران على أمل إسقاط النظام هناك ..والرئيس ترامب الذي ملأالدنيا صراخا وهو يهدد ايران ويتوعدها بالثبور وعظائم الأمور تراجع مكرها وراح يتوسل للقاء الرئيس الايراني ..مؤكدا أن بلاده لا تسعى للحرب ضد ايران ..وأنها تسعى للتفاوض .. إن هذا كله يشير بوضوح إلى أن محور المقاومة بالمنطقة يتقدم محققا إنجازات وانتصارات تاريخية .. وقد تكلل هذا بنجاح كبير حققه العراق وسورية في فتح معبر القائم ـ البوكمال الاستراتيجي ليصل روسيا والصين وايران عبر العراق بسورية ولبنان وقطاع غزة ..ما يؤكد أن ثمة تغيرات متدحرجة متلاحقة في الوضع بالمنطقة ..ويؤكد أن موازين القوى العسكرية فيها إلى تغيير في صالح المقاومة ..وكانت امريكا واسرائيل قد قصفت هذا المعبر عشرات المرات لضمان بقائه مغلقا في وجه النشاطات العراقية السورية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية ..وقد أصر العراق وسورية على فتح هذا المعبر لاعتبارات جيو بوليتيكية أيضا..وهنا يتبين بوضوح شديد أن معبر القائم ـالبوكمال بمثابة المرحلة الأولى في سياق إنتاج معادلة عربية بديلة للنظام العربي القديم الذي أسقطته اتفاقات كامب ديفيد أولا ثم الاحتلال الامريكي للعراق الشقيق ثانيا ..والتدحرج نحو نظام عربي جديد ينطلق من التضامن والتكامل العراقي السوري وصولا إلى تحرير المنطقة بأسرها من أشكال الهيمنة والنفوذ الامريكي الاسرائيلي الاستعماري ..ووضع حد للأطماع الاوروبية والتركية ولبلطجة اسرائيل ..وقبل ذلك كله إفشال "صفقة القرن"..