هل جنيف 2 ثم جنيف 3 أم ماذا ؟
أكتب هذه السطور والمملكة استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا بمشاركة إحدى عشرة دولة عربية واجنبية.. والجديد في الأمر أن المعارضة السورية تشارك في اجتماعات هذا المؤتمر..وان وفدها برئاسة جورج صبرة يضم عددا من قيادات اطراف المعارضة السورية..
والجديد في الامر ايضا ان المؤتمر هو لمجموعة الاحدى عشرة الاساسية التي يجسد اجتماع وزراء خارجية احدى عشرة دولة والمنبثق عن المجموعة الدولية التي تضم « 70 « دولة الجهود الدبلوماسية التي يشارك فيها الاردن وصولا إلى مخرج سياسي للازمة السورية.. وذلك انسجاما مع اتفاق موسكو بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا..
ان اجتماعات هذا المؤتمر تعد استعدادا لمؤتمر جنيف 2 ودعما لمسار الحل السياسي للازمة السورية الذي تم التوافق عليه في اتفاق جنيف 1..والامر الجديد أيضا أن بعض الدول التي كانت تدعو للحل العسكري وتروج له في الاوساط الدولية، والدول التي كانت تدعو للتدخل الاجنبي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في حلف الناتو تشارك في اجتماعات عمان وهي مستعدة هذه المرة للإصغاء لدعوات الحل السياسي والقبول به.. وحتى أطراف المعارضة المسلحة وغير المسلحة التي تشارك في اجتماعات عمان مستعدة للإطلاع على اتفاق جنيف 1 والقبول به..
لقد قتل أكثر من 80 ألف سوري في هذه الحرب المجنونة وأصيب فيها أعداد كبيرة من أبناء سوريا واطفالها وشيوخها وحرائرها.. ونزح إلى داخل سوريا ولجأ إلى خارجها حوالي اربعة ملايين.. وعندما تبين ان هذه الحرب المدمرة لا نهاية قريبة لها والخاسر فيها الشعب السوري بجميع مكوناته الاجتماعية والطائفية والمذهبية والاثنية بات لزاما على نظام دمشق وعلى اطراف المعارضة في آن واحد التفكير في حلول وخيارات غير خيار الحرب والتدمير والقتل.. وغير خيار الويلات والكوارث، فكان التوافق الامريكي الروسي على إحياء اتفاق جنيف بمثابة المخرج المناسب للازمة..فإذا ما وضعت شهوة القتل وسفك الدماء والتدمير والاحقاد السوداء جانبا وتطلعت الاطراف السورية المشاركة في الاجتماعات إلى آفاق جديدة لحقن الدماء وإمعان النظر في حاضر ومستقبل سوريا الذي يسوده الوئام والسلام والوحدة الوطنية وفرص الإعمار والتنمية الشاملة والازدهار في مجتمع ديمقراطي حقيقي فإنه يمكن القول إن نهاية هذه الحرب وشيكة..
أما إذا ما استبدت شهوة الحكم والتسلط والقتل بطرف أو أكثر من الاطراف المشاركة فإن الدولة السورية ستكون في مهب الرياح العاتية..لذلك نأمل في أن يكون اتفاق جنيف بمثابة حبل نجاة للشعب السوري ولجيشه ولمؤسسات ومرافق الدولة السورية.. فالذي شهده العراق الشقيق من تفكيك بشع لهيكل الدولة ومن تشتيت لمرتبات الجيش والقوى الأمنية ومن نهب للاقتصاد الوطني وتدمير للبنى التحتية وللمعالم الحضارية وللصروح العلمية يجب أن لا يتكرر في سوريا الشقيقة..إن اجتماع أصدقاء سوريا هذه المرة ينبغي أن يسفر عن اقتناع جمعي شامل بالحل السياسي للازمة السورية..وبعكس ذلك فالدخول في النفق المجهول..
الراي