الإرادة والشجاعة كفيلتان بإنقاذ الأردن من أزماته ..
سلامة العكور
جو 24 :
مهما قيل ويقال وهو الكثير عن أزمات الاردن الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وحتى السياسية والامنية فإنها تظل تشخيصات وتوصيفات قاصرة إلى درجة محزنة ..فهي أزمات جد خطيرة وتهدد البلاد والعباد بأسوأ العواقب .. فالفساد المالي والاداري المستشري في شريان مؤسسات الدولة وأجهزتها ومرافقها الحيوية على نطاق واسع لا حدود له ،إنما يلوح بالفشل والإنحدار نحو الهاوية ..أما ما تشهده الاسواق التجارية والعقارية والمالية وغيرها فحدث ولا حرج ..أما البطالة وجيوش العاطلين عن العمل وغياب العدالة والمساواة في تعاطي الحكومات المتعاقبة وهذه الحكومة مع المواطنين في اختياراتها للتعيين في الوظائف المختلفة أو للمناصب الرسمية العليا وما دون ذلك ،فإنما يثير الإحباط في اوساط شعبنا بل ويثير وأثار السخط لدى الشباب بصورة خاصة ..وكما قلنا آنفا فإن جميع توصيفاتنا ليست بمستوى واقع الحال ..والمهم هنا هو إعطاء الأولوية للإجابة الملحة على السؤال :ـ ما العمل ؟..
لقد عجزت الحكومات السابقة وهذه الحكومة الحالية عن اجتراح برامج وخطط ناجحة لتجاوز ولو شيء مقبول ومشجع من هذه الازمات ..لا سيما وأن هذه الحكومات ومعها الحكومة الحالية قد وجدت وتجد البلاد نفسها مطوقة ومحاصرة بين دول المعسكر الذي تنضوي تحت لوائه ..باعتباره معسكر الاصدقاء والاشقاء ..وعلاقاتها مع دول هذا المعسكر مزمنة بامتياز ..وذلك بسبب الرؤية القاصرة المؤمنة "كإيمان العجائز" بأن هذه العلاقات غير قابلة للزحزحة ولو قليلا قليلا ..وأن علينا المضي في تلقي الإملاءات التي لا تخدم بلادنا ولا تخدم شعبنا ولا كرامتنا ولا تبشر بمستقبل يليق بنا ..وأجزم أو أكاد بأن هذا النمط العقيم من العلاقات قد ربط ربطا محكما ..وصانعو القرار يخشون حتى خدشه ..
حري بنا بعد هذا كله إمعان النظر في محيط وطننا ومن الجهات الأربع لنلاحظ أن علاقاتنا مع العراق الشقيق والجار ومع سورية الشقيقة والجارة مخجلة ..وعلينا الإسراع فورا لإعادة ترميم وتحسين وتعزيزوتطوير هذه العلاقات إلى أفضل وأرقى مستوى ..ولتظل مبدئية وأصيلة وحتما مثمرة ..وكذلك إمعان النظر إقليميا واتخاذ قرار شجاع لإقامة علاقات متطورة ومثمرة مع إيران ـ الدولة الاسلامية التي أغلقت منذ اليوم الأول لإعلانها السفارة الاسرائيلية وفتحت مكتبا محلها لمنظمة التحرير الفلسطينية ..ولا تزال تدعم وتساند القضية الفلسطينية وكافة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ..وعلينا الاسراع لإقامة علاقات ناجحة ومثمرة مع روسيا والصين الشعبية ..ومع جميع الدول التي تساند قضايا امتنا في امريكا اللاتينية وفي العالم بأسره ..ولحسن الطالع أن ثمة مايشير إلى معلومات تسربت عن وفد اردني رفيع برئاسة دولة طاهر المصري وهو شخصية عروبية ووطنية مرموقة سيقوم قريبا بزيارةدمشق وعلى رأس أجندته السعي الجاد والمخلص والشجاع لزحزحة الجمود الجاثم على طبيعة العلاقات الأخوية منذ سنوات مع سورية الشقيقة والجارة ..ويضم الوفد وزراء سابقين ونوابا وشخصيات سياسية بارزة ومعروفة ..ولنا ثقة بأن هذا الوفد سينجح في تحقيق إنجاز مهم على طريق استعادة علاقات متميزة مع سورية الشقيقة وشعبها الباسل ..
فهل لدينا الإرادة والعزم للتحرك في هذا الفضاء الإقليمي والدولي الرحب بحثا عن مصالحنا الوطنية وكرامتنا وقرارنا المستقل ؟..سنرى ..