jo24_banner
jo24_banner

حتى لا يظل قطاعنا الزراعي يتيماً

سلامة العكور
جو 24 : محزن جدا أن يلجأ اصحاب المزارع والاراضي الزراعية إلى بيعها أو بيع أجزاء منها بسبب عدم وفرة موارد إنتاجها وبما يعيل أسرهم ويغطي تكاليف دراسة أبنائهم في الجامعات أو في المعاهد أو حتى في المدارس.. فما بالك إذا لم تزرع ولم تنتج شيئا بسبب عدم قدرة المزارع على الانفاق عليها وبما يضمن جدوى عطائها..
قبل أكثر من ثلاثة عقود كان المزارعون والفلاحون يزرعون أراضيهم بالحنطة والعدس والحبوب الاخرى.. وكان الاردن يصدّر أنواع الحبوب إلى اوروبا..ولكن لأن الحكومات المتعاقبة لم تول محاصيل الحنطة والعدس وغيرها اهتماما كافيا ولم توفر لها الاسواق اللازمة لبيعها خارج البلاد فقد عزف البعض عن زراعتها ولجأ إلى زراعة اشجار الزيتون.. والبعض الآخر انكفأ على نفسه وغادر قطاع الزراعة إلى غير رجعة.. ومنهم من ترك قريته أو حتى محافظته وجاء إلى العاصمة أو المدن الكبيرة بحثا عما يقيت أسرته من كسب متواضع يحققه بشق النفس..فالقطاع الزراعي الذي ظل يتيما منذ ستينيات القرن الماضي لم يحظ ولو بدعم متواضع من الحكومات المتعاقبة.. ولا سيما من الحكومات التي زعمت أن الاردن ليس بلدا زراعيا.. وإنما هو بلد سياحي حينا وصناعي حينا آخر..وعندما كانت مزارع الفلاحين تغص بأشجار الزيتون وبإنتاج وفير من الزيتون والزيت، فقد عجزت الحكومات ولا تزال عن تأمين الاسواق الخارجية لتصدير هذه المادة الحيوية..والمؤسف أنها فتحت أسواقنا المحلية لاستيراد كميات كبيرة من زيت الزيتون من خارج البلاد.. والمؤسف أكثر أنها تسمح ببيع كميات كبيرة من الزيتون لإسرائيل التي بدورها تعصرها وتحولها إلى زيت تصدره إلى اوروبا على أنه من إنتاج المناطق المقدسة.. إن عدم تصدير الزيت المحلي الى الخارج أدى إلى تراكمه في المخازن..وأدى الى تراجع اسعاره.. لم تكتف حكوماتنا بعدم رعايتها لمزارع الزيتون المنتشرة في طول البلاد وعرضها، بل انها عجزت عن توفير ما يلزم المزارع من آلات زراعية ومن مواد الرش لمكافحة الامراض والآفات.. وحتى المياه اللازمة للسقاية يشتريها المزارع من اصحاب التانكات بأثمان باهظة..
1. كنا نتمنى ولا نزال أن يقوم مهندسون زراعيون وخبراء من وزارة الزراعة بجولات خاصة لبعض الدول المشهورة بانتاج الزيتون وزيته ليلاحظوا أشكال الدعم والرعاية التي توليها الحكومات هناك للقطاع الزراعي بعامة ولمزارع الزيتون بخاصة.
2. أما معاصر الزيتون الموجودة في الاردن على قلتها فهي تشارك المزارع بنصيب كبير من انتاجه..لذلك ليت حكومتنا تعمل على توفير المزيد من المعاصر لحسابها الخاص.. فقد تكون أرحم على المزارعين من اصحاب المعاصر الحالية.. واخيرا فهل سيحظى قطاعنا الزراعي ومعه المزارعون بالرعاية الكافية من حكومتنا حتى لا يظل يتيما ؟!.. سنرى..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير