jo24_banner
jo24_banner

نهج اسرائيلي جديد ضد الاردن..

سلامة العكور
جو 24 :

يبدو أن اسرائيل اليوم بصدد تغيير نهجها السياسي حيال الأردن، حيث ثمة مؤشرات وإرهاصات نحو تحول واضح ووقح في نهجها السياسي حيال المملكة الاردنية الهاشمية. فبينما كانت تجهد لتحسين علاقاتها المتدنية والمترددة مع الاردن في مختلف المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والسياحية، نجدها اليوم تشن هجمة ضارية ولئيمة على الدولة الاردنية والملك وحكومته، وموحية بأنها بصدد شيء تفعله ضد الاردن، لا سيما وأن نتن ياهو لإنقاذ نفسه ومصيره من عواقب فساده الاداري والمالي راح يلوح بفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية وعلى غور الاردن، مستغلا علاقته المريبة والمشينة مع الرئيس ترامب.

هذا التحول أو فلنقل هذا الانعطاف الحاد والوقح في السياسة الاسرائيلية ليس تكتيكا مؤقتا لجعل الاردن مرنا ورخوا إزاء الخطوات الاسرائيلية الاستفزازية الجديدة، او يصمت صمت المرعوب منها، ولكنه تحول فج في الاستراتيجية السياسية الاسرائيلية حيال الاردن، فالأحزاب الاسرائيلية من اليمين واليسار ما انفكت تصرح بين فينة وأخرى أن وعد بلفور المشؤوم يشمل الاردن أيضا، ما يشير إلى أن لهم أطماعا وقحة في الاراضي والمقدرات الاردنية.

والذي يثير قلقنا ومخاوفنا وغضبنا أيضا هو هذا الصمت الرهيب وقلة الحيلة والوسيلة لدينا حاليا للرد على هذه الاستفزازات الاسرائيلية الحمقاء، فالمواطن لا يلحظ شيئا في نهج حكومتنا وأجهزتنا المسؤولة أي إجراءات أو تدابير عاجلة أو حتى مؤجلة للتصدي لهذا النهج الاسرائيلي الجديد، والعمل بكل حرص وشجاعة على ردعه.

لدى الاردن أوراق قوية يستطيع توظيفها في مواجهة الاطماع الاسرائيلية، وهو مضطر لتغيير حكومة الرزاز التي أسهمت كثيرا في إضعاف جبهتنا الداخلية بسبب عقم وفشل سياستها في جميع المجالات، وتشكيل حكومة إنقاذ من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والتفاني في خدمة الوطن والشعب وبالكفاءة والإقتداروالقدرة على حماية الاردن وصون سيادته ومصالحه والدفاع عن حدوده في وجه أي عدوان اسرائيلي محتمل.

والاردن قادر على توسيع دائرة علاقاته إقليميا ودوليا طالما أن علاقاته الحالية مع المعسكر الامريكي ـالاسرائيلي ـ الخليجي لا تخدم أمنه واستقراره ومصالحه. فباستطاعته تطوير علاقاته السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية والعسكرية مع دول الجوار البعيدة ما دامت دول الجوار العربية القريبة منشغلة بأزماتها الداخلية الصعبة، فأرض الله واسعة.

الاردن يستطيع مد يده نحو ايران وباكستان وأفغانستان واندونيسيا وماليزيا ونحو روسيا والصين الشعبية ودول امريكا الجنوبية وغيرها وغيرها، باستطاعة الاردن تسليح جيشه وأجهزته الأمنية بأسلحة متقدمة وحديثة وذات كفاءة عالية لتأهيله وتمكينه من التصدي لأي عدوان أو تجاوز اسرائيلي محتمل، والتصدي لأي عملية ترانسفير قد تقوم به اسرائيل لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بالقوة نحو الاردن، فالارهاصات التي تلوح في أفقنا وفي الأجواء الاسرائيلية تجبر الاردن على البحث عن وسائل الدفاع عن أراضيه وأمنه ومصيره ومصالحه العليا..
تابعو الأردن 24 على google news