jo24_banner
jo24_banner

الرد العملي الكفيل بإسقاط "صفقة القرن"..

سلامة العكور
جو 24 :


على نتنياهو وكل اليمين الصهيوني المتطرف والعنصري أن لا يفرح وحتى لا يتفاءل بإمكان تمرير ما أسماه ترامب بحماقة "صفقة القرن"، فما دام الشعب الفلسطيني المناضل مجمعا على رفضها فلن ترى النور حتى لو أجمعت على تأييدها جميع دول العالم. 

لقد أفشل الشعب العربي الفلسطيني مبادرات وحلول سلام عدة جاء بها رؤساء أو وزراء أمريكيون، وذلك لأنها تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتخترق ثوابته الوطنية. لقد قدم الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة حتى اليوم مئات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى والمصابين في سبيل استعادة وطنهم السليب الذي تكالبت عليه جميع الدول الإستعمارية الغربية بدءا بوعد بلفور حتى "صفقة القرن "اليوم. 

وكي لا نطيل الحديث عن تاريخ القضية الفلسطينية وما تعرضت له من مؤامرات وآخرها مؤامرة ترامب ـ نتنياهو فإن على الشعب الفلسطيني الذي تقدم على قيادته وعلى فصائل المقاومة في نضاله ميدانيا ضد الإحتلال الإسرائيلي التطلع فورا إلى وضع خطة عمل عاجلة للرد على "صفقة القرن" لإجهاضها قبل أن يحشد لها ترامب المزيد من المتواطئين العرب والغربيين. 

أول ما ينبغي تحقيقه في هذا الرد العاجل هو سحب الإعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة سواء بقيت على حالها أو أعلن عن "يهوديتها". والإعلان عن إلغاء اتفاقات أوسلو بكل تبعاتها وملاحقها وبخاصة "التنسيق الأمني" والأمور الاقتصادية وغيرها. وحل السلطة الوطنية وحكومتها فورا لتكون اسرائيل هي المسؤولة باعتبارها دولة احتلال. ثم الإسراع إلى إنهاء الإنقسام وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وقواه السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحية. واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثلة الشرعية للشعب الفلسطيني. ثم وضع خطة عمل عاجلة بمنأى عن المزيد والمزيد من الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات العقيمة. وتكفي الإتفاقات الموقعة من جميع فصائل المقاومة في القاهرة وفي غيرها لترجمتها ميدانيا وعمليا على صعيد الواقع الملموس لتصعيد النضال بجميع أشكاله بدعم الأحرار العرب والمسلمين وحركات التحرر في العالم. وثمة نموذج ناجح للمقاومة، وهي المقاومة اللبنانية التي حققت انتصارات تاريخية وحالات ردع حاسمة ضد العدو الاسرائيلي.

أما الكلام الذي جاء على لسان الرئيس أبو مازن عن القبول بمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية فإنما هو مراوحة بعيدة عن حسم الموقف، فالصحيح هو أن يكون الشعب الفلسطيني مستعدا للمواجهة المقبلة سياسيا ونفسيا وعسكريا وعلى كل صعيد. كما أن الكلام عن تغيير نهج السلطة الفلسطينية فإنما يعني التمسك بإفرازات اتفاقات أوسلو وليس التخلي عنها، وكأن (27)عاما من المفاوضات الفاشلة والعقيمة ليست كافية لإقناع القيادة الفلسطينية بعدم جدواها وبضرورة تجاوزها وحتى لعنها.

أما الأردن وهو مستهدف من قبل اسرائيل المدعومة أمريكيا وبريطانيا وفرنسيا ومن كل العالم الغربي فإن عليه عدم التعويل على المعسكر الامركي ـ الاسرائيلي ـ الخليجي للدفاع عنه وعن أراضيه وعن مصالحه العليا. وعليه البحث عن دول أخرى عربية ومسلمة في جواره وفي إقليمه وعلى الساحة الدولية من التي يمكن أن تسانده وتقدم له ما يحتاجه من دعم سياسي واقتصادي وحتى عسكري عند اللزوم. وهكذا دول موجودة فعلا وما عليه سوى تفعيل إرادته والتسلح بدعم شعبه.
 
تابعو الأردن 24 على google news