2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أردوغان يسقط المشهد المصري على بلاده ..

سلامة العكور
جو 24 : أحداث مصر تثير مخاوف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان .. فعودة ثورة « 25يناير « إلى أحضان الشعب المصري وطلائعه الشبابية وبواسطة الجيش المصري بعد اختطافها من قبل الاخوان المسلمين قد دفعت اردوغان إلى التوقف ومحاولة الوقوف على حقيقة الاسباب والعوامل التي صنعت الحدث الجلل ..فاستنتج أن التظاهرات الشعبية والشبابية في ميادين المدن ومعها نشاط مواقع التواصل الاجتماعي كفيلتان بإرساء أسس ما أسماها «الانقلابات العسكرية « .. مستشهدا بتدخل الجيش المصري وعزل الرئيس محمد مرسي جراء التظاهرات الشعبية في ميادين القاهرة والمدن الأخرى , وجراء نشاط عمليات التواصل الاجتماعي بين صفوف الشبيبة المصرية ..
فاستمرار التظاهرات الشعبية والشبابية في متنزه «جيزي « في ميدان تقسيم في اسطنبول وتصاعدها واتساع دائرتها يوما بعد آخر بل والمواجهات المحتدمة بينها وبين الشرطة التركية أثارت مخاوف أردوغان ..نعم أثارت مخاوفه من احتمالات تدخل الجيش التركي والقيام بانقلاب عسكري يطيح بنظام حكم حزبه .. لاسيما وان الجيش التركي معتاد على القيام بانقلابات عسكرية منذ الاطاحة بحكومة عدنان مندريس في الخمسينيات من القرن الماضي ..وكان الجيش التركي يهدد حكم حزب اردوغان غول في بداية عهده لولا اجتثاث أبرز قادته مبكرا .. ان اردوغان يخشى اسقاط وانعكاس المشهد المصري بأحداثه المروعة على الوضع التركي ..
وهنا نقول ان على اردوغان ان يدرك ان ديمقراطية صناديق الاقتراع وحدها لا تحمي نظام الحكم من غضبات الشعوب وهباتها .. ولا تحول دون الانقلابات العسكرية .. فالشعوب وحسب معطيات واقعها وظروفها تتطلع اول ما تتطلع إلى العيش الكريم في مناخ الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ..وتتطلع الى المشاركة في صنع القرارات ..واعتبارها صاحبة السلطات .. فإذا احتكر حزب السلطات ومرافق الدولة ومؤسساتها واحتكر الحقيقة ولم يسمح بتداول السلطة وبالتعددية السياسية والاجتماعية وبمشاركة الاخرين في الحكم ,فانه لن ينجح في كسب رضا الناس وتاييدهم .. ان عليه اشراك الاخرين في مناصب ووظائف الدولة المختلفة استنادا الى الكفاءات وحقوق المواطنة .. اما اللجوء الى العنف وقمع الحريات وتكميم الأفواه فلن يضمن لأي حزب احتكار الحكم ..
صحيح ان حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة اردوغان وعبدالله غول قد حقق نجاحات كبيرة على صعيد الاقتصاد بصورة خاصة .. حيث أنقذ الاقتصاد الوطني والليرة التركية من الانهيار .. بل وحقق انتعاشا وازدهارا اقتصاديا واجتماعيا ملحوظا .. ولكنه سعى لاحتكار السلطات ولاحتكار مرافق الدولة ومؤسساتها ..ممااضعف شعبيته ودفع الى تأليب الاحزاب ضد حكومته ..وحتى تفاهماته مع حزب العمال الكردستاني المعارض تداعت او تكاد ..اما سياسته الخارجية وبخاصة علاقات حكومته مع الدول العربية ومع الاتحاد الاوروبي فقد تزعزعت الى حد كبير .. وذلك لانه أيد استخدام القوة العسكرية والتدخل العسكري الاجنبي في الازمة السورية ..باختصار لقد سقط أحد اهم اركان محور الاسلام السياسي في مصر ..واصبح من حق اردوغان واقطاب حزبه ان يضعوا ايديهم على قلوبهم .. فالمنطقة حبلى بالاحداث العاصفة وبالمفاجآت .. وتركيا ليست بمنأى عن كل ذلك ..
(الراي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير