jo24_banner
jo24_banner

تفويض السيسي: مصـر بين مطرقة الإخوان إلى سندان العسكر

باتر محمد علي وردم
جو 24 : استثمر رجل مصر الأقوى الفريق عبد الفتاح السيسي مناسبة قد تبدو تقليدية في تخريج فوجين من ضباط القوات المسلحة المصرية في إلقاء خطاب مفصلي ستكون له الكثير من التبعات. السيسي الذي شرح أسباب عزل الرئيس مرسي “استجابة للإرادة الشعبية” فاجأ المستمعين والشعب المصري عندما قال لهم “أنا لم أطلب منكم شيئا من قبل ولكنني أطالب -المصريين الشرفاء- بالنزول إلى الشوارع لتقديم رسالة للعالم ولمنحي تفويضا لأقاوم به الإرهاب والعنف المحتمل”!
من الواضح أن الفريق السيسي والمؤسسة العسكرية يشعرون بوجود جاهزية الآن لتوجيه ضربة عسكرية وأمنية شاملة للتنظيمات الجهادية ولأنصار الرئيس السابق معا ولكنهم غير قادرين على إطلاق هذه المعركة امام المجتمع الدولي دون “شرعية شعبية”.
في الأيام الماضية بدا وكأن محور رابعة العدوية يتقدم بشكل مطرد من خلال إصراره على البقاء في الميادين في فترة مناسبة جدا وهي شهر رمضان الكريم، إضافة إلى تعرض الجيش والأمن إلى العديد من الخسائر نتيجة اطلاق النار من قبل مجهولين سواء في محافظات مصر المختلفة أو في سيناء بشكل خاص.
ظهرت عدة ردود أفعال فورية على خطاب السيسي منها قبول من قطاعات مختلفة في الشارع المصري وكذلك في الإعلام لمنح “التفويض المطلوب” بل والحض على المزيد من المواجهات مع أنصار مرسي.
في المقابل فإن الرافضين لما يسمونه الانقلاب العسكري يحذرون من أن “تفويض السيسي” هو تجهيز لحملة عسكرية طاحنة يتم فيها شن حرب حقيقية على أنصار مرسي تقود مصر إلى حافة الحرب الأهلية.
هنالك طرف ثالث ليس مؤيدا لا للعسكر ولا للإخوان ولكنه يخشى على طموحات الدولة المدنية الديمقراطية من الموت بين مطرقة الإخوان وسندان العسكر.
الاستقطاب والتحريض المتبادل والانقسام في المجتمع المصري وصل إلى درجات كبيرة، ومعه ايضا عامل الخوف على مستقبل الدولة والمجتمع.
القلق قد يدفع الجميع لاتخاذ قرارات غير عقلانية وغير مدروسة وهو ايضا قد يعطي للبعض انطباعا بأن استخدام الهراوة لفترة محددة قد يحقق النتائج المطلوبة ولكنها مخاطرة كبيرة. لا يستطيع أحد أن يدرك ما الذي يدور بذهن الفريق السيسي حاليا ولكنه قطعا سيأمل بخروج الملايين إلى الشوارع يوم الجمعة لمنحه “التفويض الشعبي” وهذا على الأغلب سيحدث.
القلق هو في المرحلة القادمة والتي قد تتضمن الكثير من العنف من الجهتين وربما انقلابا في المواقف بخاصة من قبل القوى الليبرالية والديمقراطية واليسارية التي دعمت إزالة مرسي والإخوان ولكنها لا تقبل من حيث المبدأ بالحكم العسكري.
batirw@yahoo.com
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news