ما قيمة الأردنيين لدى إسـرائيل؟
باتر محمد علي وردم
جو 24 : لو تمكّنا بطريقة ما من تجاوز كل التفاصيل الأخلاقية والقيم والشعور الوطني والإنساني المرتبط بالجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقتله للقاضي الأردني رائد زعيتر بخمس رصاصات ودون اي مبرر منطقي، فإن مجرد الحديث عن البعد السياسي لهذا الموقف كان يتطلب موقفا أكثر صلابة وتماسكا من الحكومة الأردنية وكان سيضع كل “علاقتنا” الرسمية مع إسرائيل على محك الاختبار في هذا الوقت الحساس.
تمر العلاقة الرسمية مع إسرائيل منذ اشهر بواحدة من أسوأ فتراتها منذ توقيع معاهدة السلام العام 1994. الاعتداء المستمر للإسرائيليين على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة انتزاع الدور الأردني في القدس، والغموض الذي يلف تفاصيل مفاوضات الحل النهائي الحالية يجعل العلاقة في أدنى مستويات الثقة. في هذا السياق ينبغي للدول التي تعيش في هذه الحالة من البرود دائما أن تضع قيمة العلاقات الثنائية موضع الاختبار. جريمة قتل القاضي زعيتر وبكل بشاعتها وإساءتها المباشرة لكرامة المواطن الأردني كانت “فرصة” -سامحوني على استخدام هذا المصطلح- للحكومة والدولة نفسها أن تختبر مدى احترام إسرائيل لهذه المعاهدة. كان يمكن للحكومة أن تمارس التصعيد المطلوب في هذه الحالات مثل التعبير عن الاستنكار الصريح (وليس انتظار النتائج) وكذلك طلب المشاركة الأردنية التامة في التحقيقات والإطلاع على كافة التفاصيل وخاصة في حال وجود تسجيلات فيديو والمشاركة في التحدث مع شهود العيان والتحقيق مع الشرطة.
دعونا نضع معاهدة السلام هذه تحت الاختبار من جديد كما حدث في أعقاب محاولة اغتيال خالد مشعل وكان نتنياهو رئيسا للوزراء في ذلك الوقت. التاريخ يسجل وبكل أهمية أن إسرائيل ارتبكت تماما في تلك الحالة وأن الاستجابة السريعة لمطالب الأردن عكست أن لنا أهمية استراتيجية وهذا أمر يجب على كل دولة أن تعرفه حتى تتمكن من متابعة “مسار العلاقات الثنائية” مع الدولة الأخرى وخاصة في هذا الظرف السياسي الحساس.
يجب أن “نلعب السياسة” بالطريقة الصحيحة ونحاول حشر إسرائيل في الزاوية. لماذا لا يقدم الأردن مطالب واضحة وصعبة وتختبر مدى احترام الإسرائيليين لمعاهدة السلام؟ لماذا نكتفى برد فعل دبلوماسي خجول ونطلب تقريرا إسرائيليا نعرف أنه لن يتضمن اية إدانة للجنود؟ ماذا ستفعل الحكومة بعد أن يصل التقرير الإسرائيلي ويضع اللوم على الشهيد؟ هل هنالك مسار بديل مطروح للتعامل مع الغضب المتزايد في الشارع الأردني والذي يشهد توسعا في كل مرحلة لا يشعر فيها الناس بوجود رد فعل مناسب من الحكومة.
ما هي قيمة الأردن ومعاهدة السلام عند الإسرائيليين؟ دعونا نعرف من خلال ممارسة ضغط سياسي على إسرائيل لأن الجواب عن هذا السؤال هام جدا في تحديد مسار السياسة الأردنية برمتها في موضوع مفاوضات الحل النهائي. السؤال الأهم من ذلك ما هي قيمة المواطن الأردني عند الحكومة خاصة عندما يتعرض هذا المواطن للقتل من قبل الجنود الإسرائيليين؟ هذا سؤال حساس وحيوي ويمثل عنصرا رئيسا في علاقة الدولة بالمجتمع وفي حال وجود تفكير استراتيجي عميق يجب أن لا يكون الجواب عن هذا السؤال مرتبطا بمضمون التقرير الإسرائيلي المنتظر بل يظهر برد فعل رسمي منذ الدقيقة الأولى!
batirw@yahoo.com
(الدستور)
تمر العلاقة الرسمية مع إسرائيل منذ اشهر بواحدة من أسوأ فتراتها منذ توقيع معاهدة السلام العام 1994. الاعتداء المستمر للإسرائيليين على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة انتزاع الدور الأردني في القدس، والغموض الذي يلف تفاصيل مفاوضات الحل النهائي الحالية يجعل العلاقة في أدنى مستويات الثقة. في هذا السياق ينبغي للدول التي تعيش في هذه الحالة من البرود دائما أن تضع قيمة العلاقات الثنائية موضع الاختبار. جريمة قتل القاضي زعيتر وبكل بشاعتها وإساءتها المباشرة لكرامة المواطن الأردني كانت “فرصة” -سامحوني على استخدام هذا المصطلح- للحكومة والدولة نفسها أن تختبر مدى احترام إسرائيل لهذه المعاهدة. كان يمكن للحكومة أن تمارس التصعيد المطلوب في هذه الحالات مثل التعبير عن الاستنكار الصريح (وليس انتظار النتائج) وكذلك طلب المشاركة الأردنية التامة في التحقيقات والإطلاع على كافة التفاصيل وخاصة في حال وجود تسجيلات فيديو والمشاركة في التحدث مع شهود العيان والتحقيق مع الشرطة.
دعونا نضع معاهدة السلام هذه تحت الاختبار من جديد كما حدث في أعقاب محاولة اغتيال خالد مشعل وكان نتنياهو رئيسا للوزراء في ذلك الوقت. التاريخ يسجل وبكل أهمية أن إسرائيل ارتبكت تماما في تلك الحالة وأن الاستجابة السريعة لمطالب الأردن عكست أن لنا أهمية استراتيجية وهذا أمر يجب على كل دولة أن تعرفه حتى تتمكن من متابعة “مسار العلاقات الثنائية” مع الدولة الأخرى وخاصة في هذا الظرف السياسي الحساس.
يجب أن “نلعب السياسة” بالطريقة الصحيحة ونحاول حشر إسرائيل في الزاوية. لماذا لا يقدم الأردن مطالب واضحة وصعبة وتختبر مدى احترام الإسرائيليين لمعاهدة السلام؟ لماذا نكتفى برد فعل دبلوماسي خجول ونطلب تقريرا إسرائيليا نعرف أنه لن يتضمن اية إدانة للجنود؟ ماذا ستفعل الحكومة بعد أن يصل التقرير الإسرائيلي ويضع اللوم على الشهيد؟ هل هنالك مسار بديل مطروح للتعامل مع الغضب المتزايد في الشارع الأردني والذي يشهد توسعا في كل مرحلة لا يشعر فيها الناس بوجود رد فعل مناسب من الحكومة.
ما هي قيمة الأردن ومعاهدة السلام عند الإسرائيليين؟ دعونا نعرف من خلال ممارسة ضغط سياسي على إسرائيل لأن الجواب عن هذا السؤال هام جدا في تحديد مسار السياسة الأردنية برمتها في موضوع مفاوضات الحل النهائي. السؤال الأهم من ذلك ما هي قيمة المواطن الأردني عند الحكومة خاصة عندما يتعرض هذا المواطن للقتل من قبل الجنود الإسرائيليين؟ هذا سؤال حساس وحيوي ويمثل عنصرا رئيسا في علاقة الدولة بالمجتمع وفي حال وجود تفكير استراتيجي عميق يجب أن لا يكون الجواب عن هذا السؤال مرتبطا بمضمون التقرير الإسرائيلي المنتظر بل يظهر برد فعل رسمي منذ الدقيقة الأولى!
batirw@yahoo.com
(الدستور)