jo24_banner
jo24_banner

من سيتابع ملفات الصخر الزيتي والتعدين؟

باتر محمد علي وردم
جو 24 : تسببت سلسلة مذهلة من العناد أو عدم الإدراك مرت عبر مجلس الوزراء ومجلسي النواب والأعيان في ترسيخ القضاء على سلطة المصادر الطبيعية كمؤسسة وطنية مستقلة عريقة مناط بها مسؤولية البحث عن وتطوير الموارد المعدنية في البلاد منذ حوالي ستين سنة. حسب قانون ما يسمى إعادة هيكلة القطاع العام سيتم قريبا تذويب سلطة المصادر الطبيعية بموظفيها الذين يبلغ عددهم حوالي 500 وتاريخ يزيد عن 60 سنة من العمل الميداني وقواعد بيانات هائلة، في قسم صغير ملحق بوزارة الطاقة والثروة المعدنية.
لم يمرّ على الأردن من قبل قرار بتحطيم مؤسسة وطنية عريقة كما حدث مع سلطة المصادر الطبيعية ولم تنفع عشرات الجلسات والحوارات والمذكرات والرسائل مع الوزراء والنواب والأعيان في إيقاف هذا الخطأ. حجم العمل المناط بسلطة المصادر الطبيعية في الأشهر القادمة كبير جدا وسيكون من الصعب تخيل النجاح في تنفيذه من خلال قسم صغير التأثير بطء القرار في وزارة الطاقة. كل ملف الصخر الزيتي والاتفاقيات الموقعة مع حوالي 10 شركات دولية ومذكرة التفاهم المتعددة واتفاقيات التعدين التي تيتم تطويرها حاليا كلها تبدو وكأنها ستصبح معلقة في الهواء.
ما يثير الاستغراب أن هذا القرار يأتي في مرحلة حاسمة سيتم فيها إثبات فيما إذا كان الحلم الأردني الطويل بإنتاج النفط من الصخر الزيتي سيصبح حقيقة. التجارب التكنولوجية وعمليات التنقيب والاستكشاف التي تقوم بها شركات شيل الهولندية والشركة الأستونية الكبرى “إيستي” وشركات سعودية وصينية وأميركية وتحالف من الشركات الأردنية سيقدم خلال 2-3 سنوات جوابا نهائيا حول تساؤل راود الأردنيين جميعا. سيحدث هذا في وقت يتم فيه تذويب المؤسسة التي بدأت منذ اليوم الأول في متابعة هذه الملفات ومعها محو أو تحطيم الذاكرة المؤسسية المرتبطة بها. الوضع الحالي لملف الصخر الزيتي هو كالتالي.
تم مؤخرا توقيع اتفاقية ما قبل التطوير مع الشركة السعويدة للصخر الزيتي وبقيمة 2 بليون دولار للاستكشاف وفي حال وجود الكميات المناسبة إنتاج كهرباء بكمية 600 ميغاواط من الصخر الزيتي وإنتاج 3 آلاف برميل يوميا من النفط العام 2019 تصل إلى 30 ألف يوميا في 2025. الآن أيضا تقوم شركة Eesti Energia الاستونية باستكمال اجراءاتها لبناء محطة توليد للكهرباء باستطاعة 435 ميجاواط باستخدام الحرق المباشر للصخر الزيتي، ومن المتوقع تشغيل المحطة في العام 2017 بينما تم توقيع اتفاقية مبادئ رئيسية مع ائتلاف شركات HTG الصينية واللجون الأردنية لدراسة امكانية بناء محطة توليد كهرباء باستطاعة 600-900 ميجاواط بالحرق المباشر. كما تم توقيع اتفاقية امتياز مع الشركة الاستونية لاستغلال الصخر الزيتي في انتاج الزيت الصخري وتحتاج الشركة إلى 10 سنوات للوصول إلى الإنتاج التجاري بحجم 40 ألف برميل يوميا.
تم ايضا توقيع اتفاقية امتياز مع شركة الكرك الدولية (شركة بريطانية) لاستغلال الصخر الزيتي في انتاج الزيت الصخري وتحتاج الشركة إلى 6 سنوات لإنتاج 17 ألف برميل يوميا تصل إلى 60 ألف برميل يوميا في العام 2020 أما أكبر الملفات وأهمها فهو انتاج الزيت الصخري من الصخر الزيتي باسلوب الحقن الحراري مع شركة شل الهولندية حيث يتوقع الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي في العام 2020 نتيجة صعوبة التكنولوجيا التي تعتمدها الشركة وضرورة تجربتها بشكل دقيق قبل دراسة الجدوى الاقتصادية والأثر البيئي لها.
حلم الاستفادة من الصخر الزيتي في إنتاج الطاقة بات أقرب من ذي قبل، ولكن المؤسسة التي أشرفت على تأسيس هذا المسار اصبحت شبه منتهية بفعل قرار غريب غير مبرر وغير منطقي مر بكافة مراحله التشريعية بكل اسف!
batirw@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news