أسباب تباكي واشنطن على المشهد المصري مكشوفة ..

جو 24 : الاهتمام الامريكي المتزايد بتطورات الاحداث في مصر الشقيقة ليس لأن الادارة الامريكية حريصة على الشعب المصري وعلى أمنه واستقراره ومصالحه كما تزعم .. بل لأنها حريصة على مصالحها هي وعلى أمن اسرائيل ومصالحها في المنطقة ..واهتمامها اللافت بما يجري في القاهرة وفي المدن المصرية الأخرى من أحداث دراماتيكية ساخنة ومتسارعة يجب ان يثير قلق ومخاوف المصريين والعرب أولا.. فالادارة الامريكية لا ترصد وتراقب الاحداث في مصر لله ومن أجل سواد عيون المصريين .. بل لأنها تريد معرفة اتجاه بوصلة الزخم الشعبي وثقله لدى طرفي النزاع باحثة عن فرصة للتسلل والتدخل في صالح الطرف الذي تعتبره أقرب إليها من الآخر كي تدعمه ..لذلك فإن اسباب ودوافع تباكيها مكشوفة ..
ليلة الخميس الماضي أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الدعوة التي وجهها وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى أبناء الشعب المصري مطالبا إياهم بالخروج إلى الميادين والتظاهر يوم الجمعة ليعطوه تفويضا وأمرا لمواجهة « العنف والارهاب « .. ويعني بذلك لمواجهة ما يمكن أن يلجأ اليه المحتشدون في ميدان رابعة العدوية وفي غيره من اعمال عنف..
الادارة الامريكية تزعم الخوف من مواجهات محتملة بين طرفي النزاع في الميادين والشوارع تعرقل أي امكانية للمصالحة « كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي « ..حقيقة المشهد المصري يثير القلق والمخاوف من احتمال نشوب مناوشات بين طرفي النزاع المحتشدين في الميادين والشوارع .. فالاجواء مشحونة بالتوتر.. والرؤوس حامية والنفوس متوثبة .. وهناك احتمالات لتسلل عناصر مشبوهة ولرما معادية لمصر ولشعب مصر في صفوف المحتشدين .. وقد تعمل هذه العناصر على اشعال بذور الفتنة واشعال حرب أهلية غير مسبوقة .. ولكن وعي ويقظة وحكمة وحرص طلائع المحتشدين من الطرفين على ان يظل نشاطهم سلميا سيجهض أي محاولة مشبوهة للمندسين .. السيسي يريد من حشد ابناء مصر في الميادين إظهار حجم المؤيدين من الشعب المصري لدور القيادة العسكرية ولمواقفها وخطواتها وتوجهاتها وبصورة خاصة عزلها للرئيس محمد مرسي واجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية ..نعرف ان جماعة الاخوان المسلمين وحزبهم قادران على أعداد كبيرة من ابناء الشعب المصري ليرفعوا شعارات التأييد لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي .. مؤكدين أن عزله بمثابة انقلاب عسكري يتعارض مع الدستور ويطعن بالنهج الديمقراطي .. لكن اللجوء إلى ممارسات استفزازية أوإلى أعمال عنف , فانه قد يدفع البلاد والعباد إلى مالا تحمد عقباه .. وأستطيع القول ان الاخوان المسلمين في هذه الحال سيخسرون الكثير من شعبيتهم ومن رصيدهم الكبير من التقدير والاحترام في نفوس المصريين بمختلف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية وأطيافهم السياسية .. وفي أي مواجهات بين طرفي النزاع ستكون مصر هي الخاسر الاكبر وهي المغلوبة .. إن دعوة السيسي المصريين إلى التظاهر في الميادين والشوارع لإظهار حجم مؤيديه او لإظهارشعبيته خطوة قد يكون اضطر اليها , ولكنها بمعايير السياسة والتنافس ليست في محلها .. والمؤسف ان الاخوان المسلمين قد لجأوا الى ذات الخطوة لإظهار حجم شعبيتهم ..وكان من الافضل لهم الاستجابة لدعوات الحوار والمصالحة الوطنية بدلا من المضي في استفزازالقيادة العسكرية وستعدائها ..وكان من الافضل لهم ولمصر وللشعب المصري تهدئة الخواطر والنفوس ومحاولة اعادة الأمن والاستقرارالى ربوع مصر بانتظارموعد الانتخابات المبكرة ..وعندئذ سيكون التنافس مشروعاأمام صناديق الإقتراع ..فيذوب الثلج ويظهر المرج .. يبقى أن نؤكد أن على الدول العربية التدخل إيجابيا لإطفاء فتيل النزاع في الشقيقة الكبرى , وليس لتشجيع ودعم طرف ضد الآخر..
(الراي)