اعترافات سجان (1)
نائل العدوان
جو 24 : عليك ان تثق بي.....!
يقول ثم ينفخ دخان سيجارته بوجهي .
الوقت ظهر، ورياح ساخنة تعبث برأسي من وراء القضبان ، لا تتركه الا وحبات متوهجه تسيل وحيدة فوق وجهي .
ما الذي تفكر به ؟ ، هل تجروء يا هذا ؟ يسترسل في اسئلته.
فاعتذر له ، واخفض رأسي .
لا ادري لماذا اعتذر ، هل هنالك سبب للاعتذار ؟
"لا تعتذر عما فعلت" ، يتنهد ثم ينفخ ما تبقى من دخانه فوق رأسي .
اتيقظ كطير اصيب بعيار ناري.
لقد سمعت هذه الجملة من قبل ، اجل ، هي ليست لعسكري سجان، هل يحفظ السجانون الشعر ايضاً؟ وهل يعرفون ان احاسيساً دافئة قد اهدرت وراء قضبانهم الرمادية وتحت احذيتهم القاسية، باردة تخلو من العاطفة ؟
ينظر الي بفارغ صبر، يجيل نظره بوجهي الشاحب ثم يمعن بي وحتى اخمص قدمي.
هل يعرف السجان خواطري وأمنياتي؟ ايعقل ذلك!
يستند بقامته العسكرية على الجدار الاسمنتي الذي ارتسمت عليه بضع خرابيش كتبها مساجين قضوا سنوات سجنهم بفارغ صبر، أرخوا نبضهم فوق قساوة ملمسها واودعوا حزنهم احرف بالية امتصها الليل وكدر انسهم.
يعدل نجومه التي اعتلت كتفه بحذر ، يحدق في السقف ثم يهرش انفه ويعلو تكوير جسدي الواهن.
الن تقول الحقيقة بعد ، لقد نفذ الدخان مني ! انت صعب المزاج ، افهم ان "الحياة هي في مكان آخر" لكننا هنا.
يصمت هنيهة ويبحث في علبة سجائره الفارغة، فيصاب بخيبة الأمل ثم يستطرد:
بضع جدران هزيلة تحيط بك، ألا تدرك ذلك ؟، قضبان بالية اللون تمنع النهار عنك ورسم بدائي تقرأه كل يوم كأنك في الحضانة، ثم يمسح بيده على الجدار قارئاً ما كتب عليه بخطوط متعرجه.
نحن السجانون نعرف ما تكتبونه جيدا ، ننتظره حرفا بحرف. وتهزنا حروفكم وتقهرنا ثم تسلبنا الدفء ولا ننام . هل نطلب الرحمة منكم كي لا تكتبون. سحقا لاقلامكم التي تسرقونها خلسة عنا.
يقول ثم ينفخ دخان سيجارته بوجهي .
الوقت ظهر، ورياح ساخنة تعبث برأسي من وراء القضبان ، لا تتركه الا وحبات متوهجه تسيل وحيدة فوق وجهي .
ما الذي تفكر به ؟ ، هل تجروء يا هذا ؟ يسترسل في اسئلته.
فاعتذر له ، واخفض رأسي .
لا ادري لماذا اعتذر ، هل هنالك سبب للاعتذار ؟
"لا تعتذر عما فعلت" ، يتنهد ثم ينفخ ما تبقى من دخانه فوق رأسي .
اتيقظ كطير اصيب بعيار ناري.
لقد سمعت هذه الجملة من قبل ، اجل ، هي ليست لعسكري سجان، هل يحفظ السجانون الشعر ايضاً؟ وهل يعرفون ان احاسيساً دافئة قد اهدرت وراء قضبانهم الرمادية وتحت احذيتهم القاسية، باردة تخلو من العاطفة ؟
ينظر الي بفارغ صبر، يجيل نظره بوجهي الشاحب ثم يمعن بي وحتى اخمص قدمي.
هل يعرف السجان خواطري وأمنياتي؟ ايعقل ذلك!
يستند بقامته العسكرية على الجدار الاسمنتي الذي ارتسمت عليه بضع خرابيش كتبها مساجين قضوا سنوات سجنهم بفارغ صبر، أرخوا نبضهم فوق قساوة ملمسها واودعوا حزنهم احرف بالية امتصها الليل وكدر انسهم.
يعدل نجومه التي اعتلت كتفه بحذر ، يحدق في السقف ثم يهرش انفه ويعلو تكوير جسدي الواهن.
الن تقول الحقيقة بعد ، لقد نفذ الدخان مني ! انت صعب المزاج ، افهم ان "الحياة هي في مكان آخر" لكننا هنا.
يصمت هنيهة ويبحث في علبة سجائره الفارغة، فيصاب بخيبة الأمل ثم يستطرد:
بضع جدران هزيلة تحيط بك، ألا تدرك ذلك ؟، قضبان بالية اللون تمنع النهار عنك ورسم بدائي تقرأه كل يوم كأنك في الحضانة، ثم يمسح بيده على الجدار قارئاً ما كتب عليه بخطوط متعرجه.
نحن السجانون نعرف ما تكتبونه جيدا ، ننتظره حرفا بحرف. وتهزنا حروفكم وتقهرنا ثم تسلبنا الدفء ولا ننام . هل نطلب الرحمة منكم كي لا تكتبون. سحقا لاقلامكم التي تسرقونها خلسة عنا.