.. وهجمة أميركية وأوروبية !!
من حقنا ان نستغرب هذا الهجوم الامريكي والاوروبي الظاهري على الدولة المصرية بنظام حكمها الجديد دعما ومساندة ظاهرية أيضا لنظام حكم الاخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي .. فالكونغرس الامريكي يمارس ضغوطا على الادارة لقطع المساعدات المالية عن مصر»5ر1» مليار دولار ..وحتى ادارة الرئيس اوباما تبدي تعاطفا مع « الشرعية « التي يمثلها مرسي .. وهي بصدد اتخاذ قرار بعدم بيع اسلحة لمصر وفقا لاتفاقيات سابقة .. والاتحاد الاوروبي ينشط سياسيا ضد ما يسميه نظام السيسي !!..ويندد باستخدام العنف المفرط ضد المعتصمين من الاخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة .. بل ويعمل على قطع المساعدات العسكرية وغيرها عن مصر .. وبعض الدول العربية لا تزال تتباكى في الظاهر على عهد الرئيس مرسي وجماعته .. نقول من حقنا ان نستغرب هذا الموقف الامريكي والاوروبي المحير والمثير للريبة .. لأن هذه الدول الاستعمارية لا تزال تخوّف شعوب العالم من « الاسلام ـ الارهاب « ومن المسلمين « الارهابيين «.. فمنذ 11 ايلول 2001 م والولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في الاتحاد الاوروبي تحارب الاسلام علانية باعتباره إرهابا .. وشنت حروبا عنصرية بغيضة في المنطقة وفي افغانستان بدعوى مكافحة الارهاب !..وحتى المسلمون في الولايات المتحدة وفي الدول الاوروبية وبخاصة في بريطانيا وفرنسا والمانيا لم يسلموا من الهجمة العنصرية الكريهة عليهم ومطاردتهم واعتقالهم وتعذيبهم وتسفيرهم .. يقول البعض ان واشنطن قد اتفقت مع قادة الاخوان المسلمين قبل رياح الربيع العربي وخلاله على القبول بحكم الاخوان لعدد من الدول العربية مقابل دورهم في حماية المصالح الامريكية والأمن الاسرائيلي في المنطقة .. لذلك أيدت حكمهم في تونس وفي مصر وفي ليبيا وهاهي تدعمهم في حربهم ضد نظام الاسد في سوريا وتدعمهم في مصر .. والبعض الآخر يقول ان الادارات الامريكية ومنها ادارة اوباما قد اعتادت على نسج علاقات مع أطراف الصراعات والحروب في المنطقة بانتظار الطرف المنتصر حتى تعزز علاقاتها معه .. إنه النفاق الاستعماري البغيض الذي له مصالح دائمة وليس له اصدقاء او اعداء دائمون .. ان هذا التعاطف الامريكي والاوروبي الظاهري مع عهد الرئيس مرسي ليس حقيقيا أبدا .. فالاسلام سيظل عدوهم الاول .. وكذلك دعاة الاسلام .. لكن احيانا الظروف ومعطيات الواقع العنيد هي التي تضطر او تجبر هذه الدول الاستعمارية على التعامل مع اصحاب التوجهات الاسلامية .. والغريب في الأمر حقا ان الموقف الاسرائيلي من حكم الاسلاميين مختلف بل ومتناقض مع الموقف الامريكي والاوروبي .. فمثلا كبير معلقي صحيفة «اسرائيل اليوم « قال بالنص : سنبكي دما لأجيال إن سمحنا بفشل انقلاب السيسي .. ونتنياهو أبدى مخاوفه غير مرة من احتمالات اقتراب الارهاب ـ الاسلامي من حدود اسرائيل .. إن على المصريين في الحكم وفي المعارضة وفي الشوارع والميادين عدم الانخداع بهذه السياسة الاستعمارية الديماغوجية التي لا يهمها من امر المنطقة سوى الحفاظ على مصالحها ومصالح اسرائيل .. وعليهم نبذ العنف والعنف المضاد والتوجه للانضواء تحت راية مصر موحدي الصفوف وموحدي القوى والامكانات .. فالاختلاف في الراي يجب ان لا يثير الصراع .. ومصر المحروسة للجميع .. وتندحر جميع اشكال الخلافات امام هدف الحفاظ على امنها واستقرارها ومجدها وعزة شعبها العظيم ..
(الرأي)