jo24_banner
jo24_banner

النشامى يصنعون الفرح مرة أخرى

باتر محمد علي وردم
جو 24 : من جديد تمكن نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم من منح الشعب الأردني دفعة رائعة من السعادة النقية والمباشرة بعد يوم بدأ بشكل سيء مع تصرف غير مسؤول من أحد النواب تحت قبة البرلمان. أنظار كافة الأردنيين توجهت نحو طشقند العاصمة الأوزبكية بقلق وترقب خاصة أن نتيجة مباراة الذهاب لم تكن مطمئنة والمنتخب تعود على أن يخسر كل مبارياته الخارجية في التصفيات.
البداية جاءت محبطة بهدف أوزبكي بعد 5 دقائق وبدا وكأن حلم كاس العالم سينتهي وبقسوة ولكن هذه المرة اثبت النشامى عقلية جديدة في المباريات الخارجية وصمدوا بتنظيم وروح عالية وتخطيط مميز من المدرب حسام حسن فسجلوا التعادل وأوصلوا المباراة للضربات الترجيحية.
ذاكرتنا مع الضربات الترجيحية مختلطة حيث حققنا بواسطتها لقب دورة الحسين في العام 1999 في مواجهة العراق في نهائي درامي في عمان ثم خسرنا مع اليابان في ربع نهائي كأس آسيا 2004 بعد إضاعة 4 ضربات ترجيحية متتالية كانت واحدة منها فقط كفيلة بتحقيق الفوز. ولكن في طشقند كتب منتخبنا ملحمة عظيمة عندما سجل الفريق 9 ضربات من اصل 10 في مارثون طويل جعل كافة اللاعبين يسددون، ولو استمرت ضربة أخرى لسدد حراس المرمى أيضا. هذه النسبة من النجاح وتمالك الأعصاب في مباراة ضمن ظروف قاسية هو إنجاز آخر يحسب للمدرب واللاعبين.
الجمهور الأردني الذي بقي على أعصابه طوال فترة الضربات الترجيحية بعد انقطاع البث من المصدر بحيث اصبح مراسل الجزيرة الرياضية الزميل محمد الجبور أهم شخص في العالم بالنسبة للجمهور لمدة 10 دقائق وصف فيها عبر الهاتف تفاصيل الضربات الترجيحية وهو في الملعب. إعلان تصدي الحارس المبدع عامر شفيع للضربة الأوزبكية العاشرة فجّر مشاعر الفرح عند الجميع رجالا ونساء وأطفالا وشهد الأردن كرنفالا من الاحتفالات العفوية التي لا يفلح في تحقيقها سوى المنتخب الوطني.
لدينا شهرين الآن للتحضير لموقعة في غاية الصعوبة مع الفريق الخامس في لائحة تصفيات أميركا الجنوبية والذي قد يكون الأورجواي أو الإكوادر أو تشيلي بنسبة أقل. ستكون مواجهة صعبة جدا مع منتخب عريق ويضم لاعبين في غاية الخطورة والكفاءة. إذا ما التقينا مع الأورجواي فإن القيمة السوقية لثنائي الهجوم كافاني وسواريز هي 110 مليون جنيه إسترليني ويشكلان واحدا من أخطر الثنائيات الهجومية في العالم.
المطلوب دعم المنتحب بكل شيء في الشهرين القادمين لأن هذا الفوز تحقق ضمن ظروف صعبة جدا. المدرب حسام حسن تمكن في شهرين من التقاط وتوجيه روح الفريق والارتقاء بها بسرعة شديدة، واللاعبون تجاوزا الكثير من ظروف الإحباط وعدم التقدير. لقد قدموا لنا الفرحة التي لا تستطيع جهة أخرى تقديم مثيل لها وواجب كافة المؤسسات الوطنية دعم المنتخب ولاعبيه.
منتخب النشامى هو الواجهة المشرفة للأردن. مجموعة من اللاعبين المنتمين المقاتلين الذين يضحون بكل شئ في أرض الملعب، وينظمهم مدرب عربي يستحق الثقة التي منحت له، ويقود هذا المسار المتميز أمير متواضع طموح محنك وقريب جدا من اللاعبين. هذه التوليفة حققت قصة نجاح رائعة تستحق كل الشكر والتقدير.
عندما ينزل لاعبو منتخبنا إلى الملعب في المباراة القادمة بعد شهرين لتحقيق الحلم النهائي بالتأهل لكأس العالم سيكونون منتصرين قبل أن يبدأ دوران الكرة في الملعب. سوف نواصل الطموح المشروع حتى في مواجهة أحد اقوى منتخبات العالم. شكرا للنشامى الذين منحونا هذه المساحة الكبيرة للحلم والفرح.
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير