صفقة خاسرة
سلامة العكور
جو 24 : موسكو تقترح فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيمياوية السورية مقابل تراجع اميركا عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا.. ودمشق توافق على الاقتراح الروسي.. أما واشنطن ومن خلال وزير خارجيتها جون كيري فهي تشترط تخلي سوريا عن اسلحتها الكيمياوية وتسليمها لها أو للأمم المتحدة أي بالنتيجة العملية لها ولحليفاتها مقابل عدم ضرب سوريا او تأجيل ضربها !!..من جهته بان كي مون يدلي بدلوه ويطالب بتدمير هذه الاسلحة !..
من هذا التحول أو التغير في الموقف الاميركي يتبين بوضوح شديد أن ادارة اوباما التي كانت تتباكى على ابناء الشعب السوري وعلى اطفاله وشيوخه وحرائره إنما كانت تمارس عملية تضليل خبيثة للرأي العام الدولي وللرأي العام الاميركي بصورة خاصة.. حيث ثبت عمليا وبما لا يدع مجالا للشك أن ادارة اوباما لا يهمها الشعب السوري ولا تهمها حياة اطفاله وحرائره أو أمنه وأمانه ولا تعبأ بحرية الشعب السوري ولا بتحقيق الديمقراطية في بلاده ولا أي شيء من الشعارات التي اعتادت تسويقها لدى شعوب المنطقة..كما لا يهمها سقوط نظام بشار الاسد او بقاؤه جاثما على صدر الشعب السوري.. وكل ما يهمها هو حماية أمن اسرائيل من اسلحة كيمياوية قد تستخدم ضدها في أي عدوان تشنه على سوريا اليوم او في المستتقبل.. ونتساءل: هل الذين كانوا يتباكون حزنا على مدنيين عزل وعلى اطفال وشيوخ وحرائر تسمموا بغاز السارين أو لاقوا حتفهم بالاسلحة الكيمياوية وأعربوا عن سخطهم على نظام بشار الاسد قد توقفوا الآن ليكفكفوا دموعهم بعد الصفقة الروسية الاميركية ؟!.. أما الذين طالبوا واشنطن وحليفاتها في حلف « الناتو « بشن حرب ضارية على سوريا لإسقاط نظام الاسد، واعتبروا باراك اوباما المنقذ العظيم لسوريا من الدمار وللشعب السوري من الابادة فأحسب أنه قد خاب ظنهم وخاب أملهم وخاب سعيهم وبردت رؤوسهم الحامية..
اما بالنسبة لنظام الاسد، فقد كانت أوساط عربية واسلامية واسعة تعتقد ان ترسانة الاسلحة الكيمياوية التي كلفت سوريا الكثير الكثير من الاثمان الباهظة من المال والجهد موظفة في مواجهة ترسانة الاسلحة النووية والجرثومية الاسرائيلية وأنها ستستخدم ضد اي عدوان اسرائيلي جديد على سوريا او على الأمة.. أو أنها موظفة في معادلة توازن الرعب بين سوريا واسرائيل..أو لتعديل ميزان القوى الاستراتيجي مع اسرائيل.. ولم يكن السوريون او العرب يظنون ان دمشق العروبة ستسلمها لأعدائها ولأعداء الأمة لإتلافها مجانا وبدون مقابل..آسف آسف مقابل تراجع واشنطن عن توجيه ضربة محدودة لسوريا.. بل اُستخدم جزء من هذه الاسلحة ضد الشعب السوري..إنها الكارثة بعينها..
لقد خشي الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من ان يكون مصيره على غرار مصير الرئيس صدام حسين رحمه الله على يد الاميركان فسلمهم المفاعلات النووية التي كلفت بلاده مليارات الدولارات..فهل ستسلم دمشق « العروبة « اسلحتها الكيمياوية حفاظا على حياة الرئيس بشار الاسد ورفاقه في الحكم أم أنها ستشترط نزع اسلحة اسرائيل النووية والجرثومية وغيرها أيضا..؟! إن نظام الاسد في امتحان صعب جدا.. وإن غدا لناظره قريب.. وسنرى..
(الرأي)
من هذا التحول أو التغير في الموقف الاميركي يتبين بوضوح شديد أن ادارة اوباما التي كانت تتباكى على ابناء الشعب السوري وعلى اطفاله وشيوخه وحرائره إنما كانت تمارس عملية تضليل خبيثة للرأي العام الدولي وللرأي العام الاميركي بصورة خاصة.. حيث ثبت عمليا وبما لا يدع مجالا للشك أن ادارة اوباما لا يهمها الشعب السوري ولا تهمها حياة اطفاله وحرائره أو أمنه وأمانه ولا تعبأ بحرية الشعب السوري ولا بتحقيق الديمقراطية في بلاده ولا أي شيء من الشعارات التي اعتادت تسويقها لدى شعوب المنطقة..كما لا يهمها سقوط نظام بشار الاسد او بقاؤه جاثما على صدر الشعب السوري.. وكل ما يهمها هو حماية أمن اسرائيل من اسلحة كيمياوية قد تستخدم ضدها في أي عدوان تشنه على سوريا اليوم او في المستتقبل.. ونتساءل: هل الذين كانوا يتباكون حزنا على مدنيين عزل وعلى اطفال وشيوخ وحرائر تسمموا بغاز السارين أو لاقوا حتفهم بالاسلحة الكيمياوية وأعربوا عن سخطهم على نظام بشار الاسد قد توقفوا الآن ليكفكفوا دموعهم بعد الصفقة الروسية الاميركية ؟!.. أما الذين طالبوا واشنطن وحليفاتها في حلف « الناتو « بشن حرب ضارية على سوريا لإسقاط نظام الاسد، واعتبروا باراك اوباما المنقذ العظيم لسوريا من الدمار وللشعب السوري من الابادة فأحسب أنه قد خاب ظنهم وخاب أملهم وخاب سعيهم وبردت رؤوسهم الحامية..
اما بالنسبة لنظام الاسد، فقد كانت أوساط عربية واسلامية واسعة تعتقد ان ترسانة الاسلحة الكيمياوية التي كلفت سوريا الكثير الكثير من الاثمان الباهظة من المال والجهد موظفة في مواجهة ترسانة الاسلحة النووية والجرثومية الاسرائيلية وأنها ستستخدم ضد اي عدوان اسرائيلي جديد على سوريا او على الأمة.. أو أنها موظفة في معادلة توازن الرعب بين سوريا واسرائيل..أو لتعديل ميزان القوى الاستراتيجي مع اسرائيل.. ولم يكن السوريون او العرب يظنون ان دمشق العروبة ستسلمها لأعدائها ولأعداء الأمة لإتلافها مجانا وبدون مقابل..آسف آسف مقابل تراجع واشنطن عن توجيه ضربة محدودة لسوريا.. بل اُستخدم جزء من هذه الاسلحة ضد الشعب السوري..إنها الكارثة بعينها..
لقد خشي الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من ان يكون مصيره على غرار مصير الرئيس صدام حسين رحمه الله على يد الاميركان فسلمهم المفاعلات النووية التي كلفت بلاده مليارات الدولارات..فهل ستسلم دمشق « العروبة « اسلحتها الكيمياوية حفاظا على حياة الرئيس بشار الاسد ورفاقه في الحكم أم أنها ستشترط نزع اسلحة اسرائيل النووية والجرثومية وغيرها أيضا..؟! إن نظام الاسد في امتحان صعب جدا.. وإن غدا لناظره قريب.. وسنرى..
(الرأي)