2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الأولوية لأمن إسرائيل..!

سلامة العكور
جو 24 : قلنا في مقالات سابقة أن الرئيس اوباما سيعد إلى الألف قبل ان يقرر شن حرب على سوريا أو مجرد توجيه ضربة ضدها..وذلك لأن الدروس البليغة التي تلقنتها بلاده من حربها واحتلالها للعراق، ثم غزوها واحتلالها لأفغانستان كانت أكثر من كافية ليراجع حساباته مرات ومرات.. لا سيما وان هزائم بلاده السياسية والعسكرية والاخلاقية في العراق وفي افغانستان قد كلفتها تريليونات الدولارات وزعزعت الاقتصاد الاميركي بصورة لافتة جدا.. ثم ان مجلس الامن الدولي لم يتخذ قرارا يجيز ضرب سوريا..كما ان الشعب الاميركي وهو العامل الأهم قد رفض توجيه ضربة عسكرية لسوريا أو حتى التدخل عسكريا في ازمتها.. صحيح ان دولا ومنظمات من داخل المنطقة وخارجها قد مارست ضغوطا كبيرة على ادارة اوباما لدفعها نحو التدخل عسكريا في الازمة السورية وصولا الى إسقاط نظام الاسد.. لكن الرئيس اوباما الذي أدرك ان التبريرات والذرائع الجاهزة والمعلبة للتدخل في الازمة السورية لم تعد مقنعة لشعوب المنطقة وللشعب الاميركي بشكل خاص قد لوح بتوجيه الضربة ولم يفعلها..وذلك لأن حساباته تقوم على وضع أمن اسرائيل أولا والمصالح العليا لبلاده ثانيا فوق كل اعتبار.. أما دماء السوريين واطفالهم فهي آخر ما يمكن ان تفكر فيه ادارة اوباما.. ثم ان اوباما يعلم ان ضربة عسكرية محدودة او شاملة ستواجه بردود أفعال عنيفة من سوريا ومن حلفائها في ايران وفي لبنان ولربما في موسكو أيضا.. فأوباما يعرف ان بلاده لا تستطيع مهما أوتيت من امكانات وقدرات سياسية وعسكرية ان تحدد مسار الحرب أو احتواءها او تحديد نوعية الاسلحة التي يمكن استخدامها فيها او تعيين مداها..فقد تظل محدودة داخل سوريا..ولربما تخرج عن النطاق السوري إلى دول الجوار لتصبح حربا اقليمية..ولربما أبعد من ذلك.. وكان من حسن طالع ادارة اوباما ان موسكو اقترحت فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيمياوية السورية وصولا الى تدميرها..حيث تلقفت هذا الاقتراح بالترحيب والموافقة ليصار الى عقد مؤتمر جنيف 2 كخيار سياسي يعجل من الإستدارة عن الحل العسكري.. فهذا الحل السياسي بالمنظور الاميركي يخدم اسرائيل أولا لتكون الرابح الاكبر من معمعان الازمة السورية الملعونة.. يبقى ان ثمة سؤالا يفرض نفسه على جميع اطراف الازمة التي اضحت اقليمية ودولية من حيث الاهتمام بها..وهو ما هو مصير تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والتنظيمات العراقية واللبنانية المقاتلة في سوريا ؟!..وهنا نقول انه ينبغي ان يصار في مؤتمر جنيف2 إلى توافق سوري سوري حقيقي من المعارضة الوطنية والموالاة لمحاصرة هذه التنظيمات واخراجها من سوريا قبل ان يستفحل خطرها أكثر فأكثر ويسبق السيف العذل..
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير