jo24_banner
jo24_banner

المفاوضات تغطية خبيثة لعمليات «التهويد»

سلامة العكور
جو 24 : في حين ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري يواصل زياراته لتل ابيب ورام الله بصورة خاصة لضمان استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية , فإن الذي تشهده القدس الشرقية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية لا يخدم هذا التوجه أبدا .. ويأمل المفاوض الفلسطيني وهو يخوض معركة المفاوضات ان يتم التوصل إلى تسوية سياسية معقولة ومقبولة تحاكي الحل النهائي للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي .. لكن حكومة بنيامين نتنياهو وهي تظهر ترحيبا كاذبا باستئناف المفاوضات وتؤكد حرصا زائفا على إنجاحها تمارس في الداخل سياسات تستفز الفلسطينيين وتنسف وفي المقدمة إقامة دولتهم المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية ..فحكومة نتنياهو تمارس العنف لإجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم وممتلكاتهم في القدس الشرقية وتقوم بهدمها من أجل دفعهم إلى النزوح أو الهجرة عن مدينتهم المقدسة .. كما ان حكومة نتنياهو تشجع قطعان المستوطنين على اقتحام باحات المسجد الاقصى وتدنيس الحرم الشريف .. وتشجعهم على القيام بأعمال استفزازية كأعمال الحفريات مثلا لخلق وقائع جديدة على الأرض غير قابلة للتغيير ..كل ذلك يجري أمام أعين الادارة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي بأسره .. مما حدا برئيس لجنة المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات ببعث رسائل الى كل من بان كي مون ووزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وإلى مفوض السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون لوضعهم في صورة الممارسات الاسرائيلية في القدس الشرقية على اعتبار ان ذلك من شأنه التأثير على سير المفاوضات ولربما إجهاضها وهي في بداياتها .. فلا يعقل أبدا أن تقوم حكومة نتنياهو بهدم منازل الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدينتهم تمهيدا لمصادرة الاراضي والممتلكات العربية هناك وفي الوقت ذاته يبحث وفدها المفاوض سيناريوهات مختلفة لإحلال السلام على أساس استعادة كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..الأنكى ان اللجنة الرباعية المشرفة على المفاوضات تتغاضى عما تقوم به اسرائيل من اعتداءات عنصرية على الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفي بيت لحم وفي الخليل وغيرها ..وقد اعترفت مصادر صحفية اسرائيلية ان اسرائيل قد تهدم الاقصى لتقيم هيكل سليمان !!..وثمة سؤال يفرض نفسه وهو لماذا لم يرسل السيد عريقات رسائل الى العواصم العربية على غرار رسائله الى واشنطن وموسكو وغيرهما ؟!..وقد تتمثل الإجابة في ان العواصم العربية ومعها الجامعة العربية منهمكة في خلافاتها حول الازمة السورية ..وان القضية الفلسطينية لم تعد على رأس سلم أولوياتها ..وان بعض العواصم لم تكترث بما يتعرض له الاقصى من اعتداءات اسرائيلية غاشمة وشبه يومية ..
وحكومة نتنياهو تستخدم او تستثمر المفاوضات للتغطية على عمليات ابتلاعها للأراضي والممتلكات الفلسطينية في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية وتهويدها..وعلى النحو الذي لم يبق ما يشجع على التفاوض عليه ..
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير